شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٢٨
حين كان الاسلام ضعيفا والاحتياج إلى المدد شديدا وانما جهاد على (عليه السلام) ظهر بالمدينة في الغزوات وكان الاسلام في ذلك الوقت قويا ولاحق أنه الآية لا تدل الاعلى تفضيل المجاهدين على القاعدين أما على تفضيل المجاهدين بعضهم على بعض فلا انتهى.
أقول هذا المجيب اعترف بأن عليا (عليه السلام) في الغزوات سابق علي أبي بكر وغيره وسبقة (عليه السلام) في العلم والعمل والزهد أشهر من أن ينكره أحد من المعاندين، وأما ما ذكره من جهاد أبي بكر في الدين حين كان ضعيفا فلا أثر له، وأي جهاد كان له لم يكون لعلي (عليه السلام) مع أن دعوته (عليه السلام) إلى الدين وارشاد الصحابة أجمعين وارجاع الثلاثة كثيرا عن الباطل إلى الحق المبين أشهر من أن يخفى وأكثر من أن يحصى.
والثاني أن فاضلا من الشيعة كان في مجلس حاكم من أهل السنة وكان فيه أيضا علم ذو ذنب (1) فذكر ذو ذنب أن عائشة كانت أفضل من فاطمة (عليها السلام)، فقال الحاكم لذلك الفاضل: ما تقول؟ فقال:
أيها الأمير أنا أقول في شأنها ما قال الله تعالى وقرأ هذه الآية رمزا إلى الحق وإشارة إلى ارتدادها بخروجها على علي (عليه السلام) فضحك الحاكم بمعرفة قصده وخاطب ذا الذنب فقال ما تقول؟ فبهت الذي كفر.
قوله: (وقال «لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح») إذا انفاق الأموال في سبيل الله والمقاتلة من قبل الفتح أعظم وأشرف وأسبق وأشق على النفس منهما من بعد الفتح لوقوعهما عند ضعف الاسلام وقوة الكفر وكثرة العدو وشدة شوكتهم فلذلك صارا سببا لرفع درجات السابقين وعظمتها.
قوله: (والذين أوتوا العلم درجات) قيل المراد الرفعة في مجلس النبي وهو المناسب للمقام والمشهور الرفعة في درجات ثواب الآخرة.

1 - قوله «عالم ذو ذنب» كأنه كان ناصبيا يشعر به اصراره على تفضيل عائشة وأكثرهم على تفضيل فاطمة قال السهيلي وهو من أعاظم علماء أهل السنة يذكر عن أبي بكر بن داود أنه سئل أعائشه أفضل أم خديجة؟ فقال:
عائشة أقرئها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) السلام من جبرئيل وخديجة أقرأها جبرئيل السلام من ربها على لسان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فهي أفضل. قيل له: فمن أفضل أخديجة أم فاطمة؟ فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ان فاطمة بضعة منى فلا أعدل ببضعة من رسول الله أحدا، قال السهيلي: وهذا استقرء حسن ويشهد لصحة هذا الاستقراء أن أبا لبابة حين أرتبط نفسه وحلف أن لا يحله الا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاءت فاطمة لتحله فأبى من أجل قسمه فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): انما فاطمة مضغة مني فحلته قال: ويدل على تفضيل فاطمة قوله (عليه السلام) لها أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة الا مريم فدخل في هذا الحديث أمها وأخواتها وقد تكلم الناس في المعنى الذي به سادت به فاطمة غيرها إلى آخر ما قال. (ش)
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428