حين كان الاسلام ضعيفا والاحتياج إلى المدد شديدا وانما جهاد على (عليه السلام) ظهر بالمدينة في الغزوات وكان الاسلام في ذلك الوقت قويا ولاحق أنه الآية لا تدل الاعلى تفضيل المجاهدين على القاعدين أما على تفضيل المجاهدين بعضهم على بعض فلا انتهى.
أقول هذا المجيب اعترف بأن عليا (عليه السلام) في الغزوات سابق علي أبي بكر وغيره وسبقة (عليه السلام) في العلم والعمل والزهد أشهر من أن ينكره أحد من المعاندين، وأما ما ذكره من جهاد أبي بكر في الدين حين كان ضعيفا فلا أثر له، وأي جهاد كان له لم يكون لعلي (عليه السلام) مع أن دعوته (عليه السلام) إلى الدين وارشاد الصحابة أجمعين وارجاع الثلاثة كثيرا عن الباطل إلى الحق المبين أشهر من أن يخفى وأكثر من أن يحصى.
والثاني أن فاضلا من الشيعة كان في مجلس حاكم من أهل السنة وكان فيه أيضا علم ذو ذنب (1) فذكر ذو ذنب أن عائشة كانت أفضل من فاطمة (عليها السلام)، فقال الحاكم لذلك الفاضل: ما تقول؟ فقال:
أيها الأمير أنا أقول في شأنها ما قال الله تعالى وقرأ هذه الآية رمزا إلى الحق وإشارة إلى ارتدادها بخروجها على علي (عليه السلام) فضحك الحاكم بمعرفة قصده وخاطب ذا الذنب فقال ما تقول؟ فبهت الذي كفر.
قوله: (وقال «لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح») إذا انفاق الأموال في سبيل الله والمقاتلة من قبل الفتح أعظم وأشرف وأسبق وأشق على النفس منهما من بعد الفتح لوقوعهما عند ضعف الاسلام وقوة الكفر وكثرة العدو وشدة شوكتهم فلذلك صارا سببا لرفع درجات السابقين وعظمتها.
قوله: (والذين أوتوا العلم درجات) قيل المراد الرفعة في مجلس النبي وهو المناسب للمقام والمشهور الرفعة في درجات ثواب الآخرة.