قوله: (وقال «السابقون السابقون») السابقون مبتدأ وخبر أي السابقون إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والإيمان والإخلاص والطاعة هم السابقون إلى المقامات العلية والدرجات الرفيعة أو السابقون ذلك هم السابقون الذي عرفت حالهم وبلغك وصفهم، ويكون تعريف الخبر للمبالغة والإشارة إلى ما هو معلوم لك، وهذا بحسب الظاهر خبر، وبحسب المعنى حث على المسابقة إلى ما ذكر.
قوله: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) قال المفسرون: السابقون الأولون من المهاجرين هم الذين صلوا إلى القبلتين أو شهدوا بدورا أو أسلمو قبل الهجرة ومن الأنصار أهل بيعة العقبة الاولى وكانوا سبعة نفر وأهل بيعة العقبة الثانية، وكانوا سبعين، وقال الفاضل النيشابوري: الظاهر أن الآية عامة في كل من سبق بالهجرة والنصرة، وقال أكثر العلماء كلمة «من» للتبعيض وإنما استحق السابقون منهم هذا التعظيم لأنهم آمنوا وفي عدد المسلمين قلة وفيهم ضعف فقوى الإسلام بسببهم، وكثر عدد المسلمين واقتدى بهم غيرهم، وقيل للتبيين فيتناول المدح جميع الصحابة.
قوله: (والذين اتبعوهم باحسان) قال صاحب الكشاف والنيشابوري هم الذين آمنوا حين قدم عليهم أبو زارة مصعب بن عمير فعلمهم القرآن وقال القاضي: هم اللاحقون بالسابقين أو من اتبعوهم بالإيمان والطاعة إلى يوم القيامة.
قوله: (ثم ذكر ما فضل الله عز وجل به أولياءه) بعد ما فرغ عن ذكر آيات دلت على الدعاء إلى الاستباق ذكر آيات دلت على ما يترتب عليه من التفضيل وأعلاء الدرجة.
قوله: (تلك الرسل) في الكشاف تلك إشارة إلى جماعة الرسل التي ذكر قصصها في سورة أو التي ثبت علمها عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
قوله: (ورفع بعضهم فوق بعض درجات) في الكشاف أي منهم من رفعه على سائر الأنبياء فكان بعد تفاوتهم في الفضل أرفع منهم بدرجات كثيرة، والظاهر أنه أراد محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه هو المفضل عليهم حيث أوتى ما لم يؤته أحد من الآيات المتكاثرة المرتقية إلى ألف آية أو أكثر ولو لم يؤت إلا القرآن وحده لكفى به فضلا منيفا على ساير ما أوتى الأنبياء لأنه المعجزة الباقية على وجه الدهر دون ساير المعجزات، وفي هذه الابهام من تفخيم فضله وأعلاء قدره ما لا يخفى لما من الشهادة على أنه العلم الذي لا يشتبه والتميز الذي لا يلتبس.
قوله: (هم درجات) أي ذوو درجات متفاوتة بعضها فوق بعض.
قوله: (ويؤت كل ذي فضل فضله) فوجب بحسب وعده الصادق أن يضع كل ذي فضل في