و " الأجل " قد يقال للمدة المضروبة، وقد يقال لنهايتها وهو المراد هنا. و " مساق " مصدر ميمي من السوق. و " الأجل " مبتدأ أول و " مساق " مبتدأ ثان، وهو مع خبره خبر [المبتدأ] الأول، وواوه للاستيناف والمصدر بمعنى المساق، مضاف إلى المفعول، والتقدير: وغاية العمر ونهايته سوق المقادير نفس كل ذي نفس إليها.
" والهرب منه "، أي الأجل، " موافاته " والوصول إليه، أي لا يجدي الهرب منه إلا الوصول إليه.
قوله (عليه السلام): كم اطردت الأيام أبحثها إلخ [ص 299 ح 6] " كم " خبرية، و " اطردت " فعل ماض من الطرد وهو المتابعة، وضمير المتكلم [كذا]. و " الأيام " مفعول به. و " أبحثها " فعل مضارع حال من ضمير الفاعل، والمعنى:
كثيرا ما اتبعت الأيام بعضها بعضا حال كوني أبحث فيها عن مكنون هذا الأمر، أي مخفية، والظاهر أن المراد بالأمر القضاء والقدر المفهوم من الفقر السابقة، ومكنونه ما تفرد الله سبحانه بعلمه دون خلقه منه. وليس معنى قوله: " كم اطردت الأيام " إلخ أني أجهدت نفسي في الطلب فلم أحصل على شيء، بل المراد منه الإعلام بأن من جملة ذلك ما تفرد الله سبحانه بعلمه، وهذا كما تقول للمتط [- ل] - ع إلى تحصيل أمر: كم طلبته فلم أجده، أي هو ممتنع الوجود فلا تطلبه. ثم أكد ذلك بقوله: " هيهات "، أي بعد ذلك عن أن تحيط به علم أحد غيره سبحانه هو علم مكنون مخزون لديه، و " أما " هاهنا ليست تفصيلة، وإنما هي لمجرد التأكيد، ومثله كثير في الكلام، قال أبو الطيب:
أما الفراق فإنه ما تعهد (1) * هو توأمي لو أن بينا يولد (2) * قوله (عليه السلام): وخلاكم ذم إلخ [ص 299 ح 6] أي أقيموا هذين العمودين ساقطا عنكم الذم " ما لم تشردوا "، أي ما لم تفرق جماعتكم، يعني ما لم تغلبوا على سلطانكم.