يشاء ويعدم (1) ما يشاء ويخلق مكانه ما يشاء ويقدم ما شاء ويؤخر ما شاء [ويأمر بما شاء] كيف شاء. فقد أقر بالبداء، وما عظم الله عز وجل بشيء أفضل من الإقرار بأن له الخلق والأمر، والتقديم والتأخير، وإثبات ما لم يكون (2)، ومحو ما [قد] كان، وإثبات البداء (3) هو رد على اليهود؛ لأنهم قالوا: إن الله قد فرغ من الأمر، فقلنا: إن الله كل يوم في شأن، يحيي ويميت ويرزق ويفعل ما يشاء، والبداء ليس من ندامة، وإنما هو من ظهور أمر (4)، يقول العرب: بدا لي شخص في طريقي، أي ظهر، وقال الله تعالى (و بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) (5) أي ظهر لهم، ومتى ظهر لله تعالى ذكره من عبد [صلة لرحمه زاد في عمره، ومتى ظهر له منه قطيعة لرحمه نقص من عمره، ومتى ظهر من عبد] إتيان الزنا نقص من رزقه وعمره، ومتى ظهر له منه التعفف عن الزنا زاد في رزقه وعمره.
ومن ذلك قول الصادق (عليه السلام): " ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل ابني "، يقول:
ما ظهر لله أمر كما ظهر له في ابني؛ إذ اخترمه قبلي ليعلم بذلك أنه ليس بإمام بعدي.
وقد روي [لي] من طريق أبي الحسين الأسدي (رضي الله عنه) في ذلك شيء غريب، وهو أنه روى أن الصادق (عليه السلام) قال: " ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل؛ إذ أمر أباه بذبحه ثم فداه بذبح عظيم ". وفي الحديث على الوجهين جميعا عندي نظر، إلا أني أوردته لمعنى لفظ البداء؛ والله الموفق للصواب " (6) انتهى كلامه - زيد إكرامه - بألفاظه.
أقول: لا يذهبن معاند للحق إلى أن قوله (رضي الله عنه): " ومتى ظهر لله تعالى ذكره من عبد "