أن تحمل على القوم فمكث غير بعيد ثم إنه قال لأصحابه قد قاتل الناس منذ اليوم وأنتم وقوف وقد أحسنوا وقد بقى ما عليكم احملوا واستعينوا بالله واصبروا فحمل على من يليه حملة منكرة فحطموا أصحاب المختار حطمة منكرة فكشفوهم وقال عبد الله بن عمرو النهدي وكان من أصحاب صفين اللهم إني على ما كنت عليه ليلة الخميس بصفين اللهم إني أبرأ إليك من فعل هؤلاء لأصحابه حين انهزموا وأبرأ إليك من أنفس هؤلاء يعنى أصحاب المصعب ثم جالد بسيفه حتى قتل وأتى مالك ابن عمرو أبو نمران النهدي وهو على الرجالة بفرسه فركبه وانقصف أصحاب المختار انقصافة شديدة كأنهم أجمة فيها حريق فقال مالك حين ركب ما أصنع بالركوب والله لان اقتل ههنا أحب إلى من أن أقتل في بيتي أين أهل البصائر أين أهل الصبر فثاب إليه نحو من خمسين رجلا وذلك عند المساء فكر على أصحاب محمد بن الأشعث فقتل محمد بن الأشعث إلى جانبه هو وعامة أصحابه فبعض الناس يقول هو قتل محمد بن الأشعث ووجد أبو نمران قتيلا إلى جانبه وكندة تزعم أن عبد الملك بن أشاءة الكندي هو الذي قتله فلما مر المختار في أصحابه على محمد بن الأشعث قتيلا قال يا معشر الأنصار كروا على الثعالب الرواغة فحملوا عليهم فقتل فخثعم تزعم أن عبد الله بن قراد هو الذي قتله (قال أبو مخنف) وسمعت عوف بن عمرو الجشمي يزعم أن مولى لهم قتله فادعى قتله أربعة نفر كلهم يزعم أنه قتله وانكشف أصحاب سعيد بن منقذ فقاتل في عصابة من قومه نحو من سبعين رجلا فقتلوا وقاتل سليم بن يزيد الكندي في تسعين رجلا من قومه وغيرهم ضارب حتى قتل وقاتل المختار على فم سكة شبث ونزل وهو يريد أن لا يبرح فقاتل عامة ليلته حتى انصرف عنه القوم وقتل معه ليلتئذ رجال من أصحابه من أهل الحفاظ منهم عاصم بن عبد الله الأزدي وعياش بن خازم الهمداني ثم الثوري وأحمر بن هديج الهمداني ثم الفايشي (قال أبو مخنف) حدثنا أبو الزبير أن همدان تنادوا ليلتئذ يا معشر همدان سيفوهم فقاتلوهم أشد القتال فلما أن تفرقوا عن المختار قال له أصحابه أيها الأمير قد ذهب القوم فانصرف إلى
(٥٦٤)