أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه» «1».
وروى باسناده عن إبراهيم بن العباس الصولي الكاتب بالأهواز سنة سبع وعشرين ومائتين، قال «كنّا يوماً بين يدي علي بن موسى الرضا رضي اللَّه عنهما فقال له بعض الفقهاء: ان النعيم في هذه الآية هو الماء البارد. فقال له بارتفاع صوته: كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب، فقالت طائفة: هو الماء البارد وقال آخرون: هو النوم، وقال: غيرهم: هو الطعام الطيب، ولقد حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمّد عليهم السلام أنّ أقوالكم هذه ذكرت عنده فغضب، وقال: ان اللَّه عزّوجل لا يسأل عباده عما تفضّل عليهم به ولا يمنّ بذلك عليهم وهو مستقبح من المخلوقين، كيف يضاف إلى الخالق جلت عظمته ما لا يرضى للمخلوقين؟
ولكن النعيم حبّنا أهل البيت وموالاتنا يسأل اللَّه عنده بعد التوحيد للَّه ونبوة رسوله صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، لأن العبد إذا وفى بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول.
قال أبي موسى: لقد حدثني أبي جعفر عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال:
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: يا علي ان اوّل ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا اله الّا اللَّه وانّ محمّداً رسول اللَّه، وانك ولي المؤمنين بما جعله اللَّه وجعلته لك، فمن أقر بذلك وكان معتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له».
وروى باسناده عن الأصبغ بن نباتة عنه، قال: «نحن النعيم الذين كان في هذه الآية».
وروى باسناده عن الباقر عليه السلام قال: «واللَّه ما هو الطعام والشراب ولكن هو ولايتنا» «2».