عليه وآله وسلّم بسد الابواب فشق ذلك على أصحابه فلما بلغ ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دعا الصلاة جامعة حتى إذا اجتمعوا صعد المنبر وخطبهم فلم يسمع لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تحميد وتعظيم في خطبة مثل يومئذ فقال: يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها بل اللَّه عزّوجل سدها ثم قرأ رسول اللَّه «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى» فقال رجل: دع لي كوة تكون في المسجد فأبى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وترك باب علي مفتوحاً، فكان يدخل ويخرج منه وهو جنب» «١».
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن انس قال: انقضّ كوكب على عهد رسول اللَّه فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: انظروا إلى هذا الكوكب، فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي، فنظرنا فإذا هو انقض في منزل علي بن أبي طالب، فقال جماعة من الناس: قد غوى محمّد في حب علي فأنزل اللَّه: «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى» «٢».
وروى باسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كنت جالساً مع فتية من بني هاشم عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذ انقض كوكب. فقال رسول اللَّه: من انقض هذا النجم في منزلة فهو الوصي من بعدي، فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقض في منزل علي قالوا: يا رسول اللَّه قد غويت في حب علي، فأنزل اللَّه تعالى «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى» إلى قوله «وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى» «3».