الحج، ومن رأى أنه عريان وعورته مستورة وهو في نفسه غير مفسد فإنه يؤول بالعفو والمغفرة والظفر وإن لم يكن أهلا لذلك فغير محمود. وقال جابر المغربي: العرى محنة وافتضاح خصوصا إذا كانت جميع عورته مكشوفة وللنساء أبلغ من ذلك ولكن إذا عرف الرائي بالصلاح فلا يخاف عليه بسبب ذلك وربما يكون مغفرة له وقيل رؤيا العرى في المحفل افتضاح وقيل من رأى أنه نزع ثيابه فعرى بدنه فإنه يظهر له عدو مكايد غير مجاهر بالعداوة بل يظهر المودة لقوله تعالى - يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان - الآية.
وقال الكرماني: من رأى أنه عريان فقد تجرد لامر قد أمعن فيه فإن كان ذلك الامر يدل على الدين فإنه يبلغ في الخير والعبادة مبلغا حسنا وإن كان ذلك الامر يدل على دنيا وطلب المعصية فإنه يبلغ من ذلك بقدر همته له وعقباه مذمة، ومن رأى أنه عريان في سوق أو وسط ملا من الناس ورأى عورته بارزة ظاهرة بعينه والناس ينظرون إليه وهو يستحى من الناس فإنه يظهر فيه عيب كان يستره عنهم ولا يريد كشفه وربما دل ذلك على انتهاك ستره وإن رأى أنه تجرد في مسجد فإنه يتجرد من ذنوبه وربما دل التجرد في المسجد على إظهار ما عنده من دين كالأذان والصلاة والقراءة والإمامة وما يشبه ذلك، ومن رأى أنه عريان وله بعض ما يستره بين الناس فإنه يؤول برجل كان غنيا وقد ذهب ماله وبقي ما يستره فليحفظ عليه وليسلك طريق التقوى ومن رأى أنه عريان وليس عليه شئ ولا أحد ينظر عورته وهو لا يظن بنفسه في كشف العورة فإنه إن كان مريضا شفى وإن كان مهموما ذهب همه وإن