النص الشعري دون المقدمات النثرية، لشعوري بأن الأفكار الواردة فيها لا يجدر المساس بها، لأنها ملك صاحبها ومسؤوليته وحده.
أيها الراحل العزيز: معذرة إن لم أكن من المودعين لك وأنت في رحلتك الأخيرة إلى مثواك الأبدي، ولا أعرف إن كنت قد استشفت الغيب وتنبأت بقرب مغادرتك هذه الدنيا الفانية، فجئت إلى مكتبي لتزورني وأنا أعتزم التوجه إلى تكساس، لتجعلها منك زيارة الوداع الأخير، ولتخلف وراءك زمالة ومودة قديمة.. وأبيت - كعهدك - إلا أن تنسل بصمت إلى مقرك الأبدي. وحين جاءني خبر نعيك عبر الهاتف وعبر المسافات البعيدة وبعد أسبوع من لقائك، لم أكن لأصدق اذني بأنها كانت الخاتمة.
لقد أذهلني الخبر، خبر رحيلك المفاجئ!! فقد تركتك قبل أيام قلائل وأنت تنضح بالحيوية والنشاط، والابتسامة لا تكاد تفارق وجهك، أهي تأشيرة الراحة الروحية التي ظللت نفسك وقلبك، والسلام الكبير الذي يسود العلاقة بينك وبين خالقك الأعظم؟
وعادت بي الذاكرة إلى أوقات كنت تقدم إلينا فيها النصائح المخلصة: من التخلي عن مراجعة الأطباء والمستشفيات واستخدام الأدوية الكيماوية، واللجوء كبديل إلى أسلوب العلاج الطبيعي والاستعانة بالأعشاب الطبيعية والطبية، والالتزام بالحمية، وتنظيم مواعد تناول الغذاء، وأهمية الاغتسال اليومي بالماء البارد صباحا، وممارسة الألعاب الرياضية. ورغم الاعتراف بأهمية تأثير هذه النصائح على نوعية الحياة، فإنها لم تستطع في النهاية تأخير القضاء ودفع القدر عنك، فلكل أجل كتاب، فعند الله تعالى وحده نحتسبك أيها