لقد ظهرت الخيانة الخفية للرجل الذي كان يشق القبور ليلا ويسرق الأكفان بصورة حلم ، مع تغيير شكل الضمير الباطن. ولقد استطاع (ابن سيرين) العالم الحاذق، أن يفسر تلك الرؤيا ويكتشف ذلك السر.
5 - جاء رجل إلى (ابن سيرين) ومعه جراب، فقال له: رأيت في النوم، كأني أسد الزقاق سدا وثيقا شديدا فقال له: أنت رأيت هذا قال: نعم، فقال لمن حضره:
ينبغي أن يكون هذا الرجل يخنق الصبيان وربما يكون في جرابه آلة الخنق، فوثبوا عليه، وفتشوا الجراب، فوجدوا فيه أوتارا وحلقا فسلموه إلى السلطان» (1).
6 - جاء رجل إلى (ابن سيرين) قائلا: رأيت فيما يرى النائم أني أجامع فأرة، ويخرج من شرجها تمرة. فقال له ابن سيرين: هكذا أفهم أنك متزوج بامرأة زانية. قال : نعم. قال له: إنها حامل. وأبشرك بأنها تلد لك ولدا طاهرا شريفا» (2).
7 - وجاءه رجل فقال له: رأيت كأني أسقي شجرة زيتون زيتا، فاستوى جالسا، فقال : ما التي تحتك؟ قال: علجة اشتريتها. وفي رواية جارية وأنا أطؤها، فقال: أخاف أن تكون أمك، فكشف عنها فوجدها أمه» (3).
يتضح من استعراضنا لهذه النماذج القليلة من تفسير الأحلام أن الاختبار النفسي والوصول إلى الضمائر الخفية للأفراد عن طريق تفسير أحلامهم ليس أمرا جديدا حتى يتصور أن فرويد أول من ابتكرها وتختص بمدرسته... وأن في الاسلام أفرادا أذكياء ونوابغ طرقوا هذا الباب قبله. ومنهم مفسر الأحلام الشرقي (ابن سيرين) حيث بدأ تجاربه وأعماله الرائعة قبل 13 قرنا.