«وجميع الخلايا الحية تعتمد كل الاعتماد وبصفة خاصة على الوسيط الذي غاصت فيه وهي تعدل هذا الوسيط من غير توقف، وتتعدل هي به من غير توقف أيضا. بل الحقيقة أنهاغير قابلة للانفصال عنه مثلما لا ينفصل جسمها عن نواته. وبنيانها يتبعان الأحول المادية (الطبيعية - الكيميائية) والكيميائية للسائل المحيط بها...
» (1).
وتملك الخلايا نشاطات مختلفة في الحالات الاعتيادية وغير الاعتيادية وغير الاعتيادية وإن الظروف البيئية تؤثر فيها. وفي حالة المرض حيث يكون وضع البدن غير اعتيادي تقوم الخلايا بنشاطات خاصة دقيقة وغير واضحة تماما لصالح البدن ولدفع المرض. وكذلك أيام الحمل تكون وضعا لا اعتياديا بالنسبة إلى المرأة. وبالرغم من أن الخلية التناسلية الأولى تنتج من تلقيح البويضة بالحمين، - ولا يختلف محيط الرحم مع محيط المختبر من هذه الجهة - لكن ما لا شك فيه هو أن خلايا بدن الأم تقع تحت تأثير العوامل البيئية للحمل طيلة التسعة أشهر حيث يتم خلالها نمو الطفل في الرجم وتؤثر تلك التأثيرات في البناء الطبيعي للطفل بلا ريب، ولهذا السبب فإن البروفسور الإيطالي قد قطع التجربة في اليوم التاسع والعشرين بالنسبة إلى إيجاد الطفل في المختبر.
«إن الجنين أخذ شكله اللازم له طيلة (25 يوما)، وتوقفت التجربة في اليوم (29) عمدا. لقد أعلن العالم لإيطالي أنه أوقف التجربة عمدا، لأنه كان من المحتمل أن ينشأ من نمو هذا الجنين عملاق ضخم، ويكون النمو التالي للجنين غير طبيعي».
«هذا الأمر يدلنا على أن العلماء لم يستطيعوا بعد، من إيجاد الظروف اللازمة لتربية النطفة وتحويلها إلى طفل جديد خارج بدن الانسان. ويبدو أن هناك أسرارا دقيقة حول تغيير أشكال الأنسجة، ونفوذ الهورمونات بين نطفتين إنسانيتين لم تكشف لحد الآن» (2)