تعدد أصلا لا من حيث الأجزاء ولا من حيث الأفراد فهو واحد من جميع الجهات المتصورة.
الشيخ: نعم وهل يمكن العدول عن هذه الجادة والاضطهاد لهذه الحقيقة.
لا، لا يمكن لا في الشعور العلمي ولا في الشعور الفطري.
الدكتور: هل يخفى على ذي شعور أنه يجب في التعليل الطبيعي.
أن يكون بين العلة ومعلولها الخاص مناسبة وارتباط طبيعي.
الشيخ. من الواضح أنه يجب ذلك فلا يمكن أن تتعدد المعلولات مع وحدة الجهة التي تعللها تعليلا طبيعيا. فالبسيط الواحد من جميع الجهات لا يمكن أن يعلل طبيعيا إلا مثله بسيطا واحدا من جميع الجهات.
الدكتور: هل يخفى أن التعليل الطبيعي يلزم فيه أن تكون العلة للموجود الخارجي حقيقة موجودة متأصلة في الوجود ولا يكفي أن تكون اعتبارا انتزاعيا يصور له العقل وجودا طفيليا لا حقيقة ولا استقلال له في الخارج وإنما الموجود هو منشأ انتزاعه.
الشيخ: نعم يلزم فيه ذلك ولا محيص عنه.
الدكتور: إذن يا شيخ هذا العالم الكبير المشتمل على ما لا يحصى من الطبايع المتباينة وكل طبيعة مشتملة على ما لا يحصى من الأفراد المتباينة في الوجود.
هذا كله كيف تجعلون علته واجب الوجود الذي يلزم من وجوب وجوده أن يكون في منتهى ما يتصور من البساطة والوحدة من جميع الجهات.
أفلا يلزم أن يكون لكل فرد من موجودات العالم جهة وجودية في واجب الوجود تناسب ذلك المعلول ولا تناسب غيره.