تسميتكم بهذا اللقب إلى الوحي وكنتم صادقين بهذا اللقب (فلم يعذبكم بذنوبكم) بالعذاب الدنيوي الذي طالما اشتعلت نيرانه في بني إسرائيل الذين تقول التوراة إن الله سماهم (ابني البكر. ابني) ولماذا يعذبكم في الآخرة كما تعترفون به وتفزعون يا معشر النصارى إلى غفران القسوس. إن الابن الحبيب كيف يعذب.
وقال الله جل اسمه في الآية الثانية والسبعين بعد المائة من سورة النساء (لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله) ألم تسمعوا أقلا من أناجيلكم أن المسيح كان يصلي لله ويصوم ويجتهد في عبادته والصلاة ويعترف له بالإلهية ويفزع إليه في ضيقاته ومهماته ويتضرع إليه بالدعاء والمسألة (1) ولكن يا للأسف صرتم أنتم تستنكفون أن تسموا المسيح عبدا لله فإنكم أردتم أن تصرفوا إلى المسيح قول أشعيا في أول الفصل الثاني والأربعين (هوذا عبدي الذي أعضده. إلى آخره) فحملكم الاستنكاف على التحريف الصريح وتواطيتم على أن تكتبوا في العدد الثامن عشر من ثاني عشر متى (هوذا فتاي الذي. إلى آخره) وكتبتم في الثاني من رسالة فيلبي في شأن المسيح ما نصه المشوه (لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد) فيا للأسف والعجب.
وقال الله تعالى في الآية الثالثة والسبعين من سورة المائدة (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) وجحدوا حقيقة التوحيد الذي يلهجون بالاعتراف به ويجعلونه دينهم الأساسي ولا تقوم حجتهم على الإلهية ووجوب الوجود إلا به فتناقضوا وتهافتوا وتقهقروا إلى جحود الحقيقة الأساسية وكفروا بها كيف يقولون ذلك؟ (وما من إله إلا إله واحد) لا يعقل تعدد الإله. الإله لا يتعدد وإلا خرج عن كونه إلها (ما المسيح ابن مريم) (2) البشر الذي ولد منها طفلا ثم تدرج في النمو البشري