منهما) (1) وفي بعض الروايات بصورة الخطاب (أنتما سيدا شباب أهل الجنة وأبوكما خير منكما) (2) ولفظ المسند لأحمد بن حنبل عن حذيفة بن اليمان:
(إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وفاطمة سيدة نساء العالمين) (3) فلفظ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة متفق عليه وقد تقدم من البيان إن السيادة بمعنى الرئاسة والطاعة كما يقال: فلان سيد بني فلان يعني رئيسهم المطاع فيهم وأكرمهم، وأصل السيادة الملك، ومنه سمي مالك العبد سيده، وسمي الزوج سيدا للمرأة لأنه يملك أمرها، ثم استعمل اللفظ في المجد والشرف، كل ذا نص عليه أهل اللغة، وبالجملة فالسيد إذا أطلق في العرف العام من دون قرنية دل على الرئاسة والمجد والشرف وإذا أطلق شرعا ولم تكن ثمة قرنية تعين أحد معانيه فإنه يفهم منه مالك الأمر الذي تجب طاعته، فلما كان الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة كان معنى ذلك أنهما أشرف أهل الجنة، ولا يجوز أن يكونا أشرف أهل الجنة وهما في الدنيا مشروفان، بل يجب أن يكونا في الدنيا هما الرئيسان المطاعان ليحصل لهما الشرف العالي بعد أبويهما محمد وعلي صلوات الله عليهما وآلهما، فهذا القول من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيهما إظهارا لإمامتهما إذ لا يكون سيد في الجنة إلا وهو السيد في الدنيا ويشهد لذلك صريحا قول النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث ذكره كثير من المحدثين ورواه المعتزلي في شرحه (سادة أهل المحشر سادة أهل الدنيا أنا وعلي وحسن وحسين وحمزة وجعفر) (4) فقد ثبت بهذا الحديث أن الحسن والحسين سيدا أهل الدنيا كما