الله عليه وآله وسلم) أهله الأدنون ونسله، وليس بصحيح قول من قال إنهم رهطه وإن بعدوا، وإنما قال أبو بكر يوم السقيفة أو بعده: نحن عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبيضته التي تفقأت عنه، على طريق المجاز لأنهم بالنسبة إلى الأنصار عترة له لا في الحقيقة، ألا ترى أن العدناني يفاخر القحطاني، فيقول أنا ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس يعني أنه ابن عمه على الحقيقة وإنما هو بالإضافة إلى القحطاني ابن عمه (1) انتهى.
وحكى أحمد بن يحيى الشيباني عن محمد بن عبد الجبار عن أبي العباس ثعلب عن ابن الأعرابي: إن العترة ولد الضب وذريته من صلبه ولذلك سميت ذرية محمد (صلى الله عليه وآله) من علي وفاطمة (عليهم السلام) عترة محمد قال ثعلب: فقلت لابن الأعرابي: فما معنى قول أبي بكر في السقيفة: نحن عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فإن قال أراد بلدته وبيضته وعترة محمد (صلى الله عليه وآله) ولد فاطمة (2) انتهى.
قلت: ويؤيد ذلك أن عليا (عليه السلام) لما احتج على أبي بكر وأصحابه بالقرابة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث احتجوا هم بها على الأنصار لم يجيبوه بأنا وإياك جمعيا عترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا مزية لك علينا في ذلك بل سلموا له القرابة دونهم وأجابوه بغير ذلك من الأعذار كحداثة السن وغير ذلك مما تقدم في الرواية، وهو ظاهر إن لم يكن صريحا في أن المعروف عند العرب بحيث لا ينكر أن العترة هم الأدنون من الرجل نسبا والأشدون به نوطا دون الأباعد في النسب وإن كانوا من القبيلة والعشيرة، وأن إطلاق لفظ العترة على غيرهم إنما هو على