أنهما سيدا أهل الجنة فيكونان الرئيسين الذين تجب طاعتهما.
فإن قيل: لفظ السيادة لا يدل على ملك الأمر والرئاسة في هذا الحديث وإنما يدل على المجد والشرف فيستفاد منه الأفضلية فقط، لأن حمزة وجعفر ليسا عندكم بإمامين، وقد أثبت لهما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) السيادة فلو كان المراد بها هنا الإمامة لأخرجهما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منها لأنه لازم على قولكم وحيث لم يخرجهما وجب أن يكون أراد (صلى الله عليه وآله) بالسيادة هنا الأفضلية دون الرئاسة العامة.
قلنا: إنا قد بينا أن لفظ السيادة له معان متعددة وأن الأصل فيه ملك الأمر، وأنه إذا أطلق بدون قرينة انصرف إلى هذا المعنى، وإن قامت قرينة على بعض معانيه انصرف إليه بسببها، فالقرينة هنا في حمزة وجعفر المعينة لإرادة المجد والشرف من سيادتهما قائمة وهي الاتفاق الحاصل من الأمة على أنهما ليسا بإمامين فتنصرف السيادة المنسوبة إليهما إلى الأفضلية تقديما للدليل القاطع على الظاهر وذلك بخلاف الحسن والحسين فإن جميع الشيعة يقولون بإمامتهما من جهة النص وقوم من الصحابة والتابعين قائلون بها فلا قرينة تصرف معنى السيادة فيهما إلى غير الرئاسة العامة التي هي بمعنى الإمامة.
وقولك: يلزم على قولكم أن السيادة بمعنى الإمامة إخراج حمزة وجعفر منها لأنهما ليسا بإمامين عندكم.
قلنا لا يلزم ذلك فإنه غاية الأمر لزوم استعمال اللفظ المشترك في كلا معنييه على قولنا ولا بأس به فقد أجازه جملة من الأصوليين ويشهد لصحته وروده في القرآن الكريم قال الله تعالى: [هو الذي يصلي عليكم وملائكته] قوله تعالى: [إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه