علي والفضل بن العباس لتلافي الأمر وإزالة الشبهة فعزل أبا بكر ونحاه قصدا لذلك فما زالت الشبهة ولا ذهبت.
وقد ذكر ابن أبي الحديد عن بعض أصحابه وهو شيخه أبو يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني أن رجوع أبي بكر من جيش أسامة كان بإرسال عائشة إليه بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يموت وأن خروج النبي (صلى الله عليه وآله) في تلك الحال لما ذكرناه من قصده عزل أبي بكر عن الصلاة لئلا تكون شبهة له في دعوى الخلافة فما تم له ما أراد، ويصدق ذلك ما ورد في رواياتهم المتقدمة لقد أقر الرجل المزبور بأن جملة من محدثيهم قائلون أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نحى أبا بكر وصلى بالناس، وقال في موضع من كتابه: ثم جرى حديث صلاة أبي بكر بالناس فتزعم الشيعة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يأمر بذلك، وأنه إنما صلى بالناس عن أمر عائشة ابنته، وأن رسول الله خرج متحاملا وهو مثقل فنحاه عن المحراب وزعم معظم المحدثين أن ذلك كان عن أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقوله، ثم اختلفوا فمنهم من قال نحاه وصلى هو بالناس، ومنهم من قال: بل ائتم بأبي بكر كسائر الناس، ومنهم من قال كان الناس يصلون بصلاة أبي بكر وأبو بكر يصلي بصلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1) انتهى.
قلت أما القول الأول فهو موافق لقول الشيعة ومن المحال أن يأمر النبي (صلى الله عليه وآله) أبا بكر بالصلاة ثم يخرج متحاملا لينحيه ويعزله بل المعروف أن فعله هذا يدل على أن صلاة أبي بكر ليست عن أمره، وأنه إنما خرج على تلك الحال لإزالة الشبهة كما ذكرناه أولا، ويدل خروجه أيضا