المخشوش فلعمري لقد أردت أن تذم فمدحت وإن تفضح فافتضحت وما على المؤمن من غضاضة إذا كان مغلوبا عليه ما لم يكن شاكا في دينه أو مرتابا في يقينه (1)) كل ذلك رواه (2) وروى أيضا أن عليا (عليه السلام) كان يقول (لو وجدت أربعين ذوي عزم لنا هضت القوم) (3) يعني أبا بكر وأصحابه فأين رضاه بتقدم أبي بكر على هذا وما سيأتي بعده من البيان في مواضعه؟ فالمعلوم من ذلك أن عليا (عليه السلام) ما ترك مناجزتهم إلا لعدم وجوده الناصر وأمور أخرى يأتي إيضاحها إن شاء الله فإذا بطل رضاه بتقدم الأول بطل رضاه بتقدم الأخيرين البتة، وتظلمه (عليه السلام) منهم في زمان خلافته في كلماته وخطبه مشهور معلوم، وقوله في بعض خطبه في أيام الجمل (فوالله ما زلت مدفوعا عن حقي مستأثرا علي منذ قبض الله نبيه حتى يوم الناس هذا) (4) معروف غير منكور قد رواه المحدثون وصححه ابن أبي الحديد (5) ولو عمدنا إلى ذكر ما ورد في الروايات المصححة عند الخصم من تظلمه (عليه السلام) وتألمه وتشكيه من تقدم الثلاثة عليه إذن لاحتاج إلى كتاب مفرد، وليس المقصود هنا إلا بيان عدم رضاه بتولي القوم عليه وهو حاصل ببعض ما ذكرناه، ومنه صح أن يدعى رضى أمير المؤمنين (عليه السلام) بتقدم من تقدم عليه مبطل في دعواه فبطل ما بنى عليه من القول بجواز تقديم المفضول على الأفضل على أن المعتزلي قد ذكر في موضع من كلامه ما حاصله أن الناس الذين لم يشاهدوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يسمعوا منه ما قال في حق علي (عليه السلام) من
(١٣٧)