بعمل حتى الآن، وخلال الأسبوع الماضي قصدت " النجف الأشرف " حيث مقر عمل أخي وفتحت كافة الرسائل التي وصلت بعد سفره وتركتها - ليقوم بالرد عليها بعد عودته إن شاء الله - إلا رسالة واحدة هي رسالتك أيها السيد النبيل فقد حملتها معي إلى بغداد لأكتب لكم عن وصولها يفرض علي ذلك مودتكم الصادقة لأخي وإدراكي أن تأخير الرد حتى عودة الأخ قد يوحي إليكم بأن في الأمر تهاونا من قبله، ويعز علي أن أدع أخا مثلكم يتصور شيئا كهذا فليس للسيد مرتضى ذنب في التأخير لأنه في السادس من تموز " وهو تاريخ وصول الرسالة إلى المحل " كان قد غادر " النجف " وأؤكد لكم إنه سيكتب لكم بعد عودته إن شاء الله.
أما بالنسبة للمقدمة التي طلبها الأخ فلا أذكر أنه حدثني بشئ عن موضوعها ولكنه بالطبع ينتظرها. وأود أن أضيف لكم أنه ليس وحده الذي ينتظرها. كما وإني واثق أنه لم يطلب من غيركم ذلك، وأكثر ثقة بأنه لن يطلب من سواكم تقديم الكتاب خاصة بعد اقتناعكم بفكرتها وابتدائكم بكتابتها كما تفضلتم بذكره في رسالتكم.
يوم أمس وفي سوق الكتب ببغداد قابلت السيد جواد شبر وبلغته سلامكم أما الباقون فسأترك ذلك إلى الأخ لأن معرفتي بأكثرهم لا تتعدى الأسماء، ويجهلني من أعرفه منهم إلا الأستاذ " جعفر الخليلي " فهو من أقربائنا وهو بالضبط ابن خال جدي لأمي!
أخيرا أود أن أشير إلى الكلمة اللطيفة التي ختمتم بها رسالتكم " وإن كنت لم أجد في كل كلماتها إلا اللطف " تلك هي قولكم: " وأنا أعلم مقدار ثورتك حين تثور إلا أن الحب يعم ولا يخص ". حقا يا سيدي الفاضل إن الحب يعم ولا يخص، وهذا القول أكثر انطابقا على المحبة التابعة من أخوة العقيدة ووحدة الهدف وهي ما يجمع أهل القبلة كلهم بحمد الله.