مع رجال الفكر - السيد مرتضى الرضوي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٦
ابن الخطاب لابن الجوزي وكتب الفقه.
وغير ذلك من التجاوزات والمخالفات التي لا يتسع المجال لذكرها هنا والتي تؤكد عدم جدارة عمر لأمر الخلافة وأنه أقحم نفسه فيها..
ولقد كان للإمام علي دورا بارزا في التصدي لانحرافات عمر وتجاوزاته للنصوص وأحكامه الجائرة على الرعية وسياسة البطش والإرهاب التي ألقت الرعب في قلوب الناس حتى أن امرأة حاملا أسقطت جنينها خوفا منه حيث بعث في طلبها وقد جمع كبار الصحابة ليشيروا عليه في حكم هذا الأمر..
أنظر تاريخ الخلفاء والبيهقي وكتب السنن وترجمة عمر في الإصابة وأسد الغابة والاستيعاب.
وعندما منع زواج المتعة هدد الصحابة من المؤمنين بوجوبه والقائلين به وعلى رأسهم ابن عباس الذي لم يجهر برأيه في هذا الزواج إلا بعد وفاته..
قال عمر لا أوتي برجل تزوج متعة إلا غيبته تحت الحجارة. يعني الرجم.. تأمل. أنظر القرطبي تفسير سورة النساء قوله تعالى: * (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن) * وانظر تفسير الخازن وروح المعاني للآلوسي وتفسير ابن كثير وكتب الفقه.
إن التهديد والتخويف علامة بارزة في سياسة عمر وشخصيته من أيام الرسول ((صلى الله عليه وسلم)) عندما كان يرفع شعار (دعني أضرب عنق هذا المنافق يا رسول الله) وعندما هدد القائلين بوفاة الرسول.
وعندما هدد الأنصار والرافضين لبيعة أبي بكر في السقيفة.
وإذا كان عمر يمارس الإرهاب في حدود الأحكام الفقهية وفي حدود الرعية أفلا يمارسها ضد آل البيت الذين يشكلون خطرا على نفوذه وسلطانه... السيف والسياسة ص ٧٤ - ٧٧.
وقال الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود:
المبدأ الذي التزمته قريش في اختيار خلفاء رسول الله كان خروجها دائما على أهل رسول الله، ونزعها حقهم من أيديهم...
هذه حقيقة أيدتها دائما وقائع الحال كانت في البدء يحجبها - حديثا - في حلوق أصحابها ستار، وإن بدت في الأفعال. ثم أخذت على الأيام تخرج من نطاق الأسرار إلى المجاهرة والكلام.. الإمام علي بن أبي طالب: ١ / ١٥٤ الطبعة الأولى بمصر.
وقال ابن أبي الحديد:
جاء عمر إلى بيت فاطمة في رجال من الأنصار، ونفر قليل من المهاجرين فقال:
والذي نفس عمر بيده لتخرجن إلى البيعة، أو لأحرقن البيت عليكم. شرح نهج البلاغة: ١ / ١٣٤ الطبعة الأولى بمصر مطبعة الحلبي، عقد الفريد لابن عبد ربه:
٢ / ١٧٦ ط مصر، أنساب الأشراف للبلاذري: ١ / ٢٨٦ شهيرات النساء: ٣ / ٣٣، الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري: ١ / ٢٠ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ١ / ١١٩ الطبعة الأولى، الإمام علي بن أبي طالب عبد الفتاح عبد المقصود: ١ / ٢٦٦ الطبعة الأولى، تاريخ أبي الفداء: ١ / ١٥٦ السقيفة والخلافة: ص ١٤ ط مكتبة غريب بالفجالة بمصر. قد ذكرت هذه المصادر كلها هذه الواقعة وهي: أن عمر بن الخطاب أتى بالحطب ليحرق باب دار فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على من فيه.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) كما ورد في الحديث القدسي: من آذى لي وليا فقد استحل محاربتي. كنز العمال: ١ / ٢٣٠ رقم الحديث ١١٥٧ مسند الإمام أحمد بن حنبل ٦ / ٢٥٦.
وقال الأستاذ عمر رضا كحالة: وتفقد أبو بكر قوما تخلفوا عن بيعته عند علي بن أبي طالب:
كالعباس، والزبير، وسعد بن عبادة، فقعدوا في بيت فاطمة فبعث إليه أبو بكر عمر بن الخطاب فجاءهم عمر فناداهم، وهم في بيت فاطمة فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال:
والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها.
فقيل له: يا أبا حفص. إن فيها فاطمة. قال: وإن.
أعلام النساء: ٤ / ١١٤ ط بيروت، مشكلة القيادة في الحركة الإسلامية للدكتور أحمد عز الدين.
وقال عبد الحميدبن أبي الحديد المعتزلي:
ورأت فاطمة ما صنع عمر فصرخت، وولولت، واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن فخرجت إلى باب حجرتها وقالت:
يا أبا بكر: ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله ثم روى ابن أبي الحديد عن داود بن المبارك قال:
أتينا عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ونحن راجعون من الحج في جماعة فسألناه عن مسائل، وكنت أحد من سأله، فسألته عن أبي بكر وعمر فقال أجيبك بما أجاب به جدي عبد الله بن الحسن فإنه سئل عنهما فقال:
كانت أمنا صديقة ابنة نبي مرسل، وماتت وهي غضبى على قوم فنحن غضاب لغضبها قلت:
قد أخذ هذا المعنى بعض شعراء الطالبيين من أهل الحجاز أنشدنيه النقيب جلال الدينعبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد العلوي قال: أنشدني هذا الشاعر وذهب عني أنا اسمه قال:
يا أبا حفص الهوينا وما * كنت مليا بذاك لولا الحمام أتموت البتول غضبى ونرضى * ما كذا يصنع البنون الكرام يخاطب عمر ويقول: مهلا رويدا يا عمر أي ارفق، واتئد، ولا تعنف بنا، وما كنت مليا، أي وما كنت أهلا لأن تخاطب بهذا وتستعطف، ولا كنت قادرا على ولوج دار فاطمة على ذلك الوجه الذي ولجتها عليه لولا أن أباها الذي كان بيتها يحترم، ويصان لأجله مات فطمع فيها من لم يكن فيها يطمع ثم قال:
أتموت أمنا وهي غضبى، ونرضى، نحن إذا لسنا بكرام فإن الولد الكريم يرضى لرضا أبيه، وأمه، ويغضب لغضبهما والصحيح عندي أنها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر، وإنها أوصت أن لا يصليا عليها. شرح نهج البلاغة: ٢ / 109 الطبعة الأولى طبعة الحلبي.