وإذا كان ما بني على باطل فهو باطل. فإن خلافة عمر باطلة لكونها بنيت على خلافة باطلة. والأولى والثانية لم تقم بمشورة المسلمين..
وكما فرضت خلافة أبي بكر على المسلمين بقوة السيف فرضت أيضا خلافة عمر على المسلمين بقوة السيف وبدأ عمر في قمع المناهضين له وإجبارهم على بيعته وهو يكرر نفس الدور الذي كان يقوم به مع أبي بكر..
عمر والإمام علي تعايش الإمام علي مع عمر كما تعايش مع أبي بكر من قبل. تعايش المغلوب على أمره الإيجابي في مواجهة الواقع والأحداث. المستعد على الدوام لتقديم المشورة ونصرة المظلوم والبذل والعطاء من أجل صالح الإسلام والمسلمين..
وإذا كانت هناك ضغوط على الإمام في عصر أبي بكر فإن الضغوط عليه في عصر عمر أشد لأن عمر كما بينا سابقا هو رأس الأمر كله. وكان هو الرجل الثاني في السلطة أيام أبي بكر إن لم يكن هو الحاكم الحقيقي ولم يكن أبو بكر سوى ظل له. فإذا ما تسلم عمر السلطة وهو ما كان يخطط له فلا بد وأن تكون له سياسة كثر شدة في مواجهة آل البيت والإمام علي بحكم كونه يمثل جماعة ضغط فاعلة لها وزنها الشرعي والجماهيري وهي جديرة بالحكم. فضلا عن اعتقاده بأحقيتها بإمامة المسلمين..
وأمر آخر يبرر موقف عمر المتشدد والعدائي من آل البيت هو قناعته بضآلة قدراته العلمية والقيادية أمام قدرات الإمام علي..
يقول عمر عن نفسه بعد أن كثرت أخطائه في الفتيا وقراراته التي تصطدم بأحكام الإسلام: كل الناس أفقه من عمر.. (3) ويقول مقرا بضآلته العلمية أمام الإمام علي: ما من معضلة ليس لها أبو الحسن.. (4)