ويدخلهم الجنة عرفها لهم) (1)، وقال في أهل النار: (فاهدوهم إلى صراط الجحيم). (2) وقيل إن هناك طريقا واحدا على جهنم يكلف الجميع المرور عليه ويكون أدق من الشعر وأحد من السيف، فأهل الجنة يمرون عليه لا يلحقهم خوف ولا غم، والكفار يمرون عليه عقوبة لهم وزيادة في خوفهم، فإذا بلغ كل واحد إلى مستقره من النار سقط من ذلك الصراط ". (3) وقال الشيخ المفيد في تفسير كون الصراط أدق من الشعرة وأحد من السيف:
" المراد بذلك أنه لا يثبت لكافر قدم على الصراط يوم القيامة من شدة ما يلحقهم من أهوال يوم القيامة ومخاوفها فهم يمشون عليه كالذي يمشي على الشئ الذي هو أدق من الشعرة وأحد من السيف، وهذا مثل مضروب لما يلحق الكافر من الشدة في عبوره على الصراط ". (4) أقول: لا شك أن هناك صلة بين الصراط الدنيوي (القوانين الشرعية التي فرضها الله سبحانه على عباده وهداهم إليها) والصراط الأخروي، والقيام بالوظائف الإلهية، الذي هو سلوك الصراط الدنيوي أمر صعب أشبه بسلوك طريق أدق من الشعر وأحد من السيف، فكم من إنسان ضل في