ما هو المراد من التوحيد في الربوبية؟
التوحيد في الربوبية هو الاعتقاد بأن تدبير الحياة والكون ومنه الإنسان كلها بيد الله سبحانه وأن مصير الإنسان في حياته كلها إليه سبحانه، ولو كان في عالم الكون أسباب ومدبرات له، فكلها جنود له سبحانه يعملون بأمره ويفعلون بمشيئته.
ويقابله الشرك في الربوبية وهو تصور أن هناك مخلوقات لله سبحانه لكن فوض إليها أمر تدبير الكون ومصير الإنسان في حياته تكوينا وتشريعا.
وهاهنا نكتة يجب التنبيه عليها وهي أن الوثنية لم تكن معتقدة بربوبية الأصنام الحجرية والخشبية ونحوها بل كانوا يعتقدون بكونها أصناما للآلهة المدبرة لهذا الكون، ولما لم تكن هذه الآلهة المزعومة في متناول أيديهم وكانت عبادة الموجود البعيد عن متناول الحس صعبة التصور عمدوا إلى تجسيم تلك الآلهة وتصويرها في أوثان وأصنام من الخشب والحجر وصاروا يعبدونها عوضا عن عبادة أصحابها الحقيقية وهي الآلهة المزعومة.
دلائل التوحيد في الربوبية 1. التدبير لا ينفك عن الخلق إن النكتة الأساسية في خطأ المشركين تتمثل في أنهم قاسوا تدبير عالم الكون بتدبير أمور عائلة أو مؤسسة وتصوروا أنهما من نوع واحد، مع أنهما مختلفان في الغاية، فإن تدبير الكون في الحقيقة إدامة الخلق والإيجاد.