الفصل الأول لماذا نبحث عن الإمامة؟
إن أول خلاف نجم بين المسلمين بعد ارتحال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الاختلاف في مسألة الإمامة والخلافة، وصارت الأمة بذلك فرقتين، فرقة تشايع عليا (عليه السلام) وفرقة تشايع غيره من الخلفاء، والبحث حول كيفية وقوع هذا الاختلاف وعلله خارج عما نحن بصدده هنا، لأنه بحث تاريخي على كاهل علم الملل والنحل، والمقصود بالبحث في هذا المجال هو تحليل حقيقة الإمامة وشروطها عند الشيعة وأهل السنة، على ضوء العقل والوحي والواقعيات التاريخية.
قد يقال: إن البحث عن صيغة الخلافة بعد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يرجع لبه إلى أمر تاريخي قد مضى زمنه، وهو أن الخليفة بعد النبي هل هو الإمام أمير المؤمنين أو أبو بكر، وماذا يفيد المؤمنين البحث حول هذا الأمر الذي لا يرجع إليهم بشئ في حياتهم الحاضرة، أوليس من الحري ترك هذا البحث حفظا للوحدة؟
والجواب أنه لا شك أن من واجب المسلم الحر السعي وراء الوحدة،