وقوله تعالى:
(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض). (1) فبين أن آجالهم كانت مشترطة في الامتداد بالبر والانقطاع عن الفسوق، وقال تعالى فيما أخبر به عن نوح (عليه السلام) في خطابه لقومه:
(استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا...). (2) فاشترط لهم في مد الأجل وسبوغ النعم الاستغفار، فلو لم يفعلوا قطع آجالهم وبتر أعمالهم واستأصلهم بالعذاب، فالبداء من الله تعالى يختص بما كان مشترطا في التقدير وليس هو انتقال من عزيمة إلى عزيمة، تعالى الله عما يقول المبطلون علوا كبيرا. (3) تفسير البداء في ضوء الكتاب والسنة قد اتضح مما تقدم أن المقصود بالبداء ليس إلا تغيير المصير والمقدر بالأعمال الصالحة والطالحة وتأثيرها في ما قدر الله تعالى لهم من التقدير المشترط، ولإيضاح هذا المعنى نشير إلى نماذج من الآيات القرآنية وما ورد من الروايات في تغيير المصير بالأعمال الصالحة والطالحة.
ألف. القرآن وتأثير عمل الإنسان في تغيير مصيره 1. قال سبحانه: