لعله يشحذ (1) منه بصيرة غشيها (2) كلول ولبسها طبع واستحوذ عليها هوى وثارت عنها السكينة واستوحشت منها الهداية ولعله ليس بجاهل (3) في الله مخلصا ولا يلوى على عصبية كلما أسفر له وجه الحق لفتته عنه فان المجاهدين فيه حق الجهاد مهتدون منه سبيل الرشاد ولعله بموعد من ميقات مكتوب تنفتق فيه أكمام ذهنه ويميع جامس فهمه و يركد تيار لجاجه فان لكل أحد كتابا.
وان ابتلائى بأصدقائى تعصبنى بهم المشاكلة في النوع والمصاقبة في الوطن والمشاركة في الحاجة وعوذ (4) الغنى عن التعاون والتعاوذ وكل ذلك مما يحدث الالفة ثم تزرع المحبة ثم تحصد الشفقة والشفقة بيضة تنفقئ (5) عن النصيحة، والنصيحة لقمة قلما تساغ ولقد يقص بها من لو ساقها استهنأها فاذا عافها مستطعمها فمجها كان فتا في عضد النشاطو رد ما لباب الرجاء وغما مضروبا على النفس، لواضح اخفاقها فيما حاولت من اشفاقها ولما أعضل من دائه الصديق كل اعضال وإياس من منظور الابلال حتى حلل (6) الطبيب شرب الشهوة ورفع عنه قلم الحمية لاجرم أراكنى أيهاالشيخ كئيب النفس سليب الانس وله أخوات بل أمهات ترق على (7) الغر الغبي وتجد على المحتنق الابي.
فقال لي: هون عليك، فان الملك لغيرك ولقد علم - قبل أن خلق ما خلق وفلق ما فلق ونظم من الاسباب ما نظم وخلط من الاضداد ما خلط وضرب من الاساليب ما ضرب ورافق من الحار والقار والبلة والصلة ما رافق وزاوج بين مسكة من عقل كريه الاحناء، عارية الملامح، قليلة الاعوان وبين شهوة وافقة النجاة، حاضرة القنص (8) وغضب ذي تدرء بطوش وامل ذاهب في سنن الامتداد، لا على مهل عابر لموقف الاجل بعجل وحرص أصم عن الذم، أعمى عن العبرة مازاوج - ان هدى وضلالا وان تقوى وانهماكا وان