ويؤثره عن اختيارنا لايضرب عروقه في بقعة القضاء ولايسقيها (1) من شراب القدر و تأدت محاورتنا به الى صخب وبى الى مداراة رخيمة رجاء أن أرفق بدائه وأحط من غلوائه، فتبين شيخ من بعيد اجتهرته وقلت لله من شيخ شبيه بحى بن يقظان ولا أبعد أن يكونه ولعل الذي بيده ملكوت كل شئ أن يمتعنى بلقاء ثنى يعود جذعا بعد تناء طال طوله و تمادت مدته، فان الغيب جونة للعجائب مطبقة يفكها فاجئ من قدر غير مرقوب عن عبر غير محسوبة وكأين من بعيد قربه القدر أى قرب وقريب قذفه الى أعمق شعب وأعظم العبر القدر.
[الانسان خالق لافعاله الاختيارية] وأنت يا أخي! دفوع لما اتلوه من آياته بالراح، أفوف في وجه لاتبسط رؤيته ما بين حاجبيك له، مستبعدا أن يكون القدر ذا سلطان مبسوط الا على عدد من الأسباب مضبوط ومعتقدا ان المعروف من أفعالك والمنكر والجد من تسخطك واللعب والحق من أقوالك والباطل بمعزل عن عصمة القدر وبمحيد من مجازه وبجنبة من مشيته وبخلاص من شركه وبمنأى عن سهامه (2) انما هى منك لك (3) أو عليك (4) ولو كانت ألقيت (5) عليك من حوش القدر لما أرصدت لوعيد عقاب ولا وعد ثواب (6). هذا غاية ما استهدف لوقع فكرك ووقف عنده خبب خاطرك وسمح به رشح لدك وعرست فيه رجاك لغدك وان صدقتنى فراستى في هذا الال المقبل استعنته نصيرا عليك وشريكا في استنقاذك مما سول لك فليأته صاحب لى يتلطف بين يديه لنتعرف اليه فلما أتاه ألقاه من ابتغائه فاذا هو هو واذا نحن بدارى (7) اليه حييناه ورفهناه قدر نقض الحشمة ومزج (8) أسباب المباسطة وأخذ