وزعة. فأما أولئك المرابطون فقد ملكهم من المضاء والرواح واللسن واللحن وخلابة المنطق ورشاقة الوحي ووقوع الأشارة ووشك القبول ما هو ردء (1) عظيم واداة عاملة و آلة معينة. وأما الوزعة فخاملة (2) النفوذ خافتة (3) النغم شاسعة المبادى نائمة الاشارات لاجنبية المناسبة واستيحاش العادة وبعد المصلحة ونزوح المقامة فلايكاد يؤبه (4) لها ولا تروح بنيات الخواطر منها الا اذا تسنى من الاسباب ومن الدواعى ما يطيرالوسن من عين المعتبر، فيحدق الى الوزعة تحديق متبصر ويكشف الغشاوة عن قلبه فيفكر تفكير معتبر و ينفخ التوفيق في خمدة ذهنه فتعود وقدة وفي فحمته فتعود جمرة ويسلم مع ذلك من معارضة نشء آخر من أعضاد (5) المرابطين فحينئذ ربما رجيت سلامته. وأما إن وازن الدواعى أيضا من الصوارف ما يزنها (6) فانه يبوء (7) به الى النادي الجنيب والمجمع الاثيم والمستغنى (8) بقربان اليد للمرابطين ولمن يتألب معهم (9) على الساكن المسكين فان الساكن المسكين مخلوب مأمور عليه مغلوب يصبو الى أولئك الغاشة (10) المتحدين المحببين، فان الوزعة في العام الغالب لاتوصل اجنحتهم (11) بمؤازرين.
[مبادئ الارادة] واعلم أنار الله قلبك وسن غرار ذهنك انه لاتنهض فيك ارادة الا وقد تمثل قبلها في وهمك صورة شخصت بسببها منك همة توجهت بك الى قبلة (12) وربما كان الذي ضرب يده الى منكب وهمك فهزه عقلا رصينا وظنا مستحوذا وتخيلا لازما وربما لم يكن كذلك، بل كان سنحة غير مضبوطة ونفثة في روعك غير واصبة وخلجة غير محصلة وآخذة