1 - القول في قضائه وقدره على سبيل الاختصار (من تتمة الرسالة العرشية للشيخ الرئيس) قد عرفت انه واحد وانه لايتغير وعرفت صفاته فينبغى ان تعرف من جملة ما عرفت ان قضاءه هو علمه المحيط بالمعلومات مبدعاته ومكوناته وان قدره ايجاب الاسباب للمسببات وانه لا علة له غائية حاملة وانه اذا وجد السبب وجد المسبب، وبذكر السبب والمسبب وتفصيلها يظهر اثبات الحكمة الالهية في وجود هذه الموجودات وانها وجدت على اكمل ما يمكن ان يكون وانه لم يختلف عنها شئ من كمالها الممكن لها في نفس الامر ولو كان في الامكان وجود اكمل مما هي عليه لما وجدت على غيره. وان هذه الشرور الحاصلة في بعض الموجودات وان كان حصولها على سبيل الوجوب واللزوم لكنها غير خالية عن حكمة تامة بها يكون قوام العالم ولولا تلك الحكمة لما وجدت هذه الشرور لأن الخيرات هي مبادئ الشرور فعند استيفاء الخيرات وانتهائها ربما ظهرت الشرور وربما خفيت هذا في الشئ الواحد وفي المصادرات (1) أمور شريرة لأجل المنافرات والمنافيات ولكنها نادرة جدا بالاضافة الى الوجود اذ هو خير كله او الغالب خيره (2) واما الشرور فيجب اضافتها الى الاشخاص والازمان والطبائع وسيأتي لذلك زيادة شرح.
(١٥٧)