سبحانه وتعالى خلق خلقه وفرقهم فرقتين، وجعلني في خيرها شعبا وخيرها قبيلة، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرها بيتا، حتى حصلت في أهل بيتي وعشيرتي وبني أبي، أنا وأخي علي بن أبي طالب....
أنا خير النبيين والمرسلين، وعلي خير الوصيين، وأهل بيتي خير بيوت أهل النبيين، وفاطمة ابنتي سيدة نساء أهل الجنة أجمعين.
أيها الناس: أترجون شفاعتي لكم، وأعجز عن أهل بيتي؟!
أيها الناس: ما من أحد غدا يلقى الله تعالى مؤمنا لا يشرك به شيئا إلا أجره الجنة، ولو أن ذنوبه كتراب الأرض.
أيها الناس: لو أخذت بحلقة باب الجنة ثم تجلى لي الله عز وجل، فسجدت بين يديه ثم أذن لي في الشفاعة، لم أوثر على أهل بيتي أحدا.
أيها الناس: عظموا أهل بيتي في حياتي وبعد مماتي، وأكرموهم وفضلوهم، لا يحل لأحد أن يقوم لأحد غير أهل بيتي، فانسبوني من أنا؟!
قال فقام الأنصار وقد أخذوا بأيدهم السلاح، وقالوا: نعوذ الله من غضب الله وغضب رسوله، أخبرنا يا رسول الله من آذاك في أهل بيتك حتى نضرب عنقه؟!!
قال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ثم انتهى بالنسب إلى نزار، ثم مضى إلى إسماعيل بن إبراهيم خليل الله، ثم مضى منه إلى نوح، ثم قال: أنا وأهل بيتي كطينة آدم (عليه السلام) نكاح غير سفاح!
سلوني، والله لا يسألني رجل إلا أخبرته عن نسبه وعن أبيه!
فقام إليه رجل فقال: من أنا يا رسول الله؟ فقال: أبوك فلان الذي تدعى إليه! قال فارتد الرجل عن الإسلام.
ثم قال (صلى الله عليه وآله) والغضب ظاهر في وجهه: ما يمنع هذا الرجل الذي يعيب على أهل بيتي وأهلي وأخي ووزيري وخليفتي من بعدي وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي، أن يقوم ويسألني عن أبيه، وأين هو في جنة أم في نار؟!