حذافة! وسيأتي مزيد لهذا في تفسير سورة المائدة.
- قوله فلما رأى عمر.. هو بن الخطاب.. ما في وجهه، أي من الغضب، قال: يا رسول الله إنا نتوب إلى الله، أي مما يوجب غضبك، وفي حديث أنس الآتي بعد أن عمر برك على ركبتيه، فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا، والجمع بينهما ظاهر، بأنه قال جميع ذلك فنقل كل من الصحابيين ما حفظ، ودل على اتحاد المجلس اشتراكهما في نقل قصة عبد الله بن حذافة.
- تنبيه: قصر المصنف الغضب على الموعظة والتعليم دون الحكم لأن الحاكم مأمور أن لا يقضي وهو غضبان، والفرق أن الواعظ من شأنه أن يكون في صورة الغضبان، لأن مقامه يقتضي تكلف الانزعاج لأنه في صورة المنذر!!
وكذا المعلم إذا أنكر على من يتعلم منه سوء فهم ونحوه، لأنه قد يكون أدعى للقبول منه، وليس ذلك لازما في حق كل أحد، بل يختلف باختلاف أحوال المتعلمين. وأما الحاكم فهو بخلاف ذلك كما يأتي في بابه.
فإن قيل: فقد قضى عليه الصلاة والسلام في حال غضبه حيث قال: أبوك فلان!
فالجواب: أن يقال أولا، ليس هذا من باب الحكم!! وعلى تقديره فيقال هذا من خصوصياته لمحل العصمة، فاستوى غضبه ورضاه، ومجرد غضبه من الشئ دال على تحريمه أو كراهته، بخلاف غيره صلى الله عليه وسلم.
- قوله باب من برك: هو بفتح الموحدة والراء المخففة يقال: برك البعير إذا استناخ، واستعمل في الآدمي مجازا.
قوله خرج، فقام عبد الله بن حذافة: فيه حذف يظهر من الرواية الأخرى، والتقدير خرج فسئل فأكثروا عليه، فغضب!! فقال سلوني، فقام عبد الله.
قوله فقال رضينا بالله ربا.. قال ابن بطال: فهم عمر منه أن تلك الأسئلة قد تكون على سبيل التعنت أو الشك، فخشي أن تنزل العقوبة بسبب ذلك! فقال رضينا بالله