النبي عليه السلام من آبائهم! وأثنى على العباس والزبير إذ تركا القول بالرأي ولم يشرعا.
وقال الداودية: لا نسلم سكوت جميعهم عن إنكار الرأي والتخطئة فيه، إذ قال أبو بكر: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله برأيي. وقال: أقول في الكلالة برأيي، فإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان!
وقال علي لعمر في قصة الجنين: إن اجتهدوا فقد أخطأوا، وإن لم يجتهدوا فقد غشوا. وقالت عائشة: أخبروا زيد بن أرقم أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله (ص) إن لم يتب لفتواه بالرأي في مسألة العينة.
وقال ابن عباس: من شاء باهلته إن الله لم يجعل في المال النصف والثلثين.
وقال: ألا يتقي الله زيد بن ثابت يجعل ابن الابن ابنا، ولا يجعل أبا الأب أبا.
وقال ابن مسعود في مسألة المفوضة: إن يك خطأ فمني ومن الشيطان.
وقال عمر: إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا.
وقال علي وعثمان: لو كان الدين بالرأي، لكان المسح على باطن الخف أولى من ظاهره.
وقال عمر: إتهموا الرأي على الدين، فإن الرأي منا تكلف وظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا. وقال أيضا: إن قوما يفتون بآرائهم، ولو نزل القرآن لنزل بخلاف ما يفتون.
وقال ابن مسعود: قراؤكم وصلحاؤكم يذهبون، ويتخذ الناس رؤساء جهالا يقيسون ما لم يكن بما كان. وقال أيضا: إن حكمتم في دينكم بالرأي، أحللتم كثيرا مما حرمه الله، وحرمتم كثيرا مما أحله الله.
وقال ابن عباس: إن الله لم يجعل لأحد أن يحكم في دينه برأيه، وقال الله تعالى لنبيه عليه السلام: لتحكم بين الناس بما أراك الله، ولم يقل: بما رأيت.