طريق الضلال يبدأ من هنا! فاحذر أن تسلكه وتقول إني لم أستطع تحصيل العلم فلا بد أن أعمل بظني، فتحطب احتمالات وتنسبها إلى دين الله تعالى! فإنما هي احتمالات، لا قيمة لها عند الله تعالى ولا عند العقل، وإنها لا تصلح حلا لمشكلتك، بل الحل أن تعرف أن تعرف أنك في حالة شك في حكم الله تعالى ومفاهيم دينه، فلا تبحث عن الظن، بل ابحث عن الحكم العملي للشاك، فهو حكم قطعي من الكتاب والسنة والعقل، والعمل به عمل بعلم.
وتسمى القواعد التي تحدد حكم حالة الشاك: (الأصول العملية)، كقاعدة براءة الذمة عن التكليف الشرعي الإلزامي وأصالة الحل، (كل شئ لك حلال حتى تعلم أنه حرام، وكل شئ مطلق حتى يرد فيه نهي)، وقاعدة: أن اشتغال الذمة اليقيني يستوجب الفراغ القيني، (لا تنقض اليقين بالشك ولكن تنقضه بيقين آخر). وكلها قواعد قطعية من الكتاب والسنة وقطعي العقل.
إن الأصول اللفظية والعملية التي يمتاز بها المذهب الشيعي، والتي يعكف علماؤه القدماء والمعاصرون على تدريسها وإغناء بحوثها، ويقيمون بها مستوى طالب العلم.. تمثل إصرار المذهب على المنهج العلمي القطعي، ورفضه للظنون.
فالسيد الحاكم في منهج مذهبنا هو العلم بالنص وبدلالته، ولا قيمة لظن المجتهد الجامع للشروط واحتمالاته، فضلا عن غير المجتهد.
فإن لم يوجد النص، فالحاكم أيضا هو النص الذي يحدد بنحو قطعي حكم حالة الشك، ولا قيمة لظنون المجتهد واحتمالاته، فضلا عن غيره!
الخامسة: لكل واقعة في علم الله حكم شرعي، وهو واحد وليس متعددا. وعندما يختلف المجتهدون في استنباط الحكم، بسبب اختلاف مبانيهم العلمية وفهمهم للكتاب والسنة والأصل العملي، يكون ما يستنبطونه حكما ظاهريا، وهو