الذي يشير إلى الربط بين العمل بالظن وبين توليهم اتباعهم.
فقد روى الصدوق في علل الشرائع: 1 / 89، عن بعض أصحاب الإمام الصادق عليه السلام قال: (كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه غلام من كندة فاستفتاه في مسألة فأفتاه فيها، فعرفت الغلام والمسألة، فقدمت الكوفة فدخلت على أبي حنيفة فإذا ذاك الغلام بعينه يستفتيه في تلك المسألة بعينها، فأفتاه فيها بخلاف ما أفتاه أبو عبد الله عليه السلام، فقمت إليه فقلت ويلك يا أبا حنيفة إني كنت العام حاجا فأتيت أبا عبد الله عليه السلام مسلما عليه فوجدت هذا الغلام يستفتيه في هذه المسألة بعينها، فأفتاه بخلاف ما أفتيته.
فقال: وما يعلم جعفر بن محمد؟! أنا أعلم منه، أنا لقيت الرجال وسمعت من أفواههم، وجعفر بن محمد صحفي أخذ العلم من الكتب!
فقلت في نفسي: والله لأحجن ولو حبوا.
قال: فكنت في طلب حجة فجاءتني حجة فحججت، فأتيت أبا عبد الله عليه السلام وحكيت له الكلام، فضحك ثم قال: أما قوله إني رجل صحفي، فقد صدق، قرأت صحف آبائي إبراهيم وموسى! فقلت: ومن له بمثل تلك الصحف؟!
قال: فما لبثت أن طرق الباب طارق وكان عنده جماعة من أصحابه، فقال للغلام: أنظر من ذا؟ فرجع الغلام فقال أبو حنيفة، قال أدخله، فدخل فسلم على أبي عبد الله عليه السلام فرد عليه، ثم قال: أصلحك الله أتأذن في القعود؟ فأقبل على أصحابه يحدثهم ولم يلتفت إليه، ثم قال الثانية والثالثة، فلم يلتفت إليه، فجلس أبو حنيفة من غير إذنه، فلما علم أنه قد جلس التفت إليه فقال: أين أبو حنيفة؟ فقيل هو ذا أصلحك الله.
فقال: أنت فقيه أهل العراق؟ قال نعم. قال: بما تفتيهم؟ قال: بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله.