إن هذه الرواية وأمثالها في مصادر المسلمين نفثات شيطان سيئة، تشوه شخصية النبي صلى الله عليه وآله الذي استطاع بتعليم ربه أن يطلق من منطقة الجزيرة القاحلة القاسية، أعظم مد حضاري إنساني وأرحمه بالبشرية، وأقله كلفة على الإطلاق حيث لم يتجاوز مجموع الذين قتلوا في معاركه من الطرفين ست مئة شخص!
بينما بلغت خسائر المسلمين في حرب الجمل وحدها التي سببتها عائشة صاحبة هذه المقولة في تمردها مع طلحة والزبير على الخليفة الشرعي، عشرين ألف قتيل!!
ماذا قال مفسروهم وفقهاؤهم في آية العقوبة والمحاربة؟
إذا رجعت في مصادرهم الفقهية إلى بحث نهي النبي صلى الله عليه وآله عن المثلة، أو إلى تفسير قوله تعالى: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين. (النحل: 126) أو تفسير قوله تعالى: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم. (المائدة: 33) اقشعر بدنك مما ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه وآله من القتل والتمثيل بالناس!! مخالفين بذلك ما رووه ورويناه من أن النبي صلى الله عليه وآله عندما رأى تمثيل قريش وآل سفيان بجثة عمه حمزة في أحد، وأخبروه أن هندا أم معاوية قطعت كبده ولاكت قطعة منه فلم تستطع مضغها فلفظتها! قال صلى الله عليه وآله إنه سيقتص بالتمثيل بهم، فنزل قوله تعالى: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين. فقال النبي صلى الله عليه وآله: أصبر أصبر. ونهى المسلمين عن المثلة حتى بالكلب العقور!
ففي مجمع الزوائد: 6 / 120: (أحزنه ما رأى به فقال: لئن ظفرت بهم لأمثلن بثلاثين رجلا منهم، فأنزل الله عز وجل في ذلك: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم