تضعه ملائكة السماء، أتينا عند حصن بني قريظة، فنادى رسول الله (ص) في الناس أن ائتوا حصن بني قريظة...). ورواه الطبري في تفسيره: 21 / 181، والسيوطي في الدر المنثور: 5 / 193، والجصاص في الفصول: 3 / 242 بل روى في بحار الأنوار: 18 / 390، أن النبي صلى الله عليه وآله قال عن معراجه: (كنت نائما في الحجر إذ أتاني جبرئيل فحركني تحريكا لطيفا، ثم قال لي: عفا الله عنك يا محمد قم واركب، ففد إلى ربك، فأتاني بدابة دون البغل، وفوق الحمار، خطوها مد البصر، له جناحان من جوهر، يدعى البراق...). انتهى.
فهل كان العفو المذكور والعروج برسول الله صلى الله عليه وآله جزاء على معصية؟!
الجواب السابع من تخبطهم في تفسير الآية أنهم قالوا إن إذن النبي صلى الله عليه وآله للمنافقين كان معصية ارتكبها النبي صلى الله عليه وآله وغفرها له الله تعالى، ثم نسخ الآية وأجاز له أن يأذن لمن شاء منهم فقال في سورة النور: إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستئذنوه إن الذين يستئذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استئذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم. (النور: 62) قال في الدر المنثور: 3 / 247: (وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس في قوله: عفا الله عنك لم أذنت لهم.. الآيات الثلاث. قال: نسختها فإذا استأذنوك لبعض شانهم فأذن لمن شئت منهم..). انتهى. وذكر السيوطي مثله عن ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والنحاس، وأبي الشيخ، عن قتادة. وذكره الجصاص في أحكام القرآن: 3 / 151 و السدوسي في الناسخ والمنسوخ ص 43، وابن حزم في الناسخ والمنسوخ ص 40، وغيرهم، فلم أرجع إلى تفسير لهم إلا وجدته يذكر ذلك!
وقد فات هؤلاء الوضاعين والحشويين ومن اعتمد عليهم، أن سورة النور نزلت