قال تعالى: ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين. فتخلفهم كان لازما، وإذن النبي صلى الله عليه وآله لهم كان مطابقا لما هو لازم في علمه سبحانه، فكيف يعاتبه على مساعدته على ما هو لازم وضروري؟!
بل ينبغي القول بأن من وسائل تثبيط الله تعالى لهم إلهامه لنبي صلى الله عليه وآله أن يأذن لهم بالتخلف عنه، فهو لا ينطق عن الهوى.
الجواب السادس روى الجميع أن جبرئيل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وآله بعد وقعة الخندق، وأمره أن يغزو بني قريظة الذين ناصروا الأحزاب فقال له: (عفا الله عنك، وضعت السلاح ولم تضعه الملائكة). ولم يقل أحد من المسلمين بأن وضعه السلاح بعد الخندق كان خطأ أو معصية! فكيف صارت نفس العبارة دالة على الذنب في تبوك، ولم تكن تدل على ذنب قبل خمس سنوات في الأحزاب؟!
ففي تفسير فرات الكوفي ص 174: (عن محمد بن كعب القرظي قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من الأحزاب قال له جبرئيل عليه السلام: عفا الله عنك أوضعتهم السلاح، ما زلت بمن معي من الملائكة نسوق المشركين حتى نزلنا بهم حمراء الأسد، أخرج وقد أمرت بقتالهم وإني عاد بمن معي أزلزل بهم حصونهم حتى تلحقونا! فأعطى علي بن أبي طالب عليه السلام الراية وخرج في أثر جبرئيل....) وفي فتح الباري: 7 / 318: (عن عائشة عند أحمد والطبراني: فجاءه جبريل وإن على ثناياه لنقع الغبار، وفي مرسل يزيد بن الأصم عند بن سعد فقال له جبريل: عفا الله عنك وضعت السلاح ولم تضعه ملائكة الله...).
وفي مصنف ابن أبي شيبة: 8 / 504: (لما كشف الله الأحزاب ورجع النبي (ص) إلى بيته فأخذ يغسل رأسه أتاه جبريل، فقال: عفا الله عنك، وضعت السلاح ولم