أولى منه؟ على أنك قد عرفت أن الآية غير مسوقة لعتاب جدي.
ونظيره ما ذكره بعض آخر حيث قال: إن بعض المفسرين ولا سيما الزمخشري قد أساؤوا الأدب في التعبير عن عفو الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه وآله في هذه الآية وكان يجب أن يتعلموا أعلى الأدب معه صلى الله عليه وآله إذ أخبره ربه ومؤدبه بالعفو قبل الذنب، وهو منتهى التكريم واللطف. وبالغ آخرون كالرازي في الطرف الآخر فأرادوا أن يثبتوا أن العفو لا يدل على الذنب، وغايته أن الإذن الذي عاتبه الله عليه هو خلاف الأولى. وهو جمود مع الاصطلاحات المحدثة والعرف الخاص في معنى الذنب وهو المعصية، وما كان ينبغي لهم أن يهربوا من إثبات ما أثبته الله في كتابه تمسكا باصطلاحاتهم وعرفهم المخالف له ولمدلول اللغة أيضا، فالذنب في اللغة كل عمل يستتبع ضررا أو فوت منفعة أو مصلحة مأخوذ من ذنب الدابة وليس مرادفا للمعصية بل أعم منها.... فقد كان النبي ص يتوسم منهم النفاق والخلاف ويعلم بما في نفوسهم، ومع ذلك فعتابه صلى الله عليه وآله بأنه لم لم يكف عن الإذن ولم يستعلم حالهم ولم يميزهم من غيرهم، ليس إلا عتابا غير جدي للغرض الذي ذكرناه..... وقد كانوا تظاهروا بمثل ذلك يوم أحد وقد هجم عليهم العدو في عقر دارهم فرجع ثلث الجيش الاسلامي من المعركة ولم يؤثر فيهم عظة ولا إلحاح حتى قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم، فكان ذلك أحد الأسباب العاملة في انهزام المسلمين). انتهى.
الجواب الثالث أن العتاب المشاهد في الآية طريقي ولا موضوعية له، لأنه جزء من السياق الذي هو تصعيد كشف المنافقين والدعوة إلى كشفهم. فلا ذنب للنبي صلى الله عليه وآله كما زعموا، ولا عتب، ولا ناسخ ولا منسوخ! وأين الذنب النبوي في قوله تعالى في