وعون المعبود: 7 / 325، وتفسير زاد المسير لابن الجوزي: 3 / 302 وفيه (وقال سفيان بن عيينة انظر إلى هذا اللطف بدأه بالعفو قبل أن يعيره بالذنب).
وقال الجصاص في أحكام القرآن: 3 / 152: (وهذا يدل على أن الاستيذان في التخلف كان محظورا عليهم، ويدل على صحة تأويل قوله: عفا الله عنك على أنه عفو عن ذنب وإن كان صغيرا).
وقال ابن أبي شيبة في المصنف: 8 / 223: (حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن عون قال كان يقال: من أحسن الله صورته أخبره بالعفو قبل الذنب: عفا الله عنك لم أذنت لهم). انتهى.
وقد حاول بعضهم أن يدافع عن النبي صلى الله عليه وآله وينفي ارتكابه لمعصية ربه كالفخر الرازي، لكن الزمخشري زاد على الجميع فنسب اليه الجناية! وحاشاه صلى الله عليه وآله.
قال في الكشاف: 2 / 192: (عفا الله عنك. كناية عن الجناية لأن العفو مرادف لها ومعناه أخطأت وبئس ما فعلت! و (لم أذنت لهم) بيان لما كنى عنه بالعفو، ومعناه: مالك أذنت لهم في القعود عن الغزو حين استأذنوك واعتلوا لك بعللهم، وهلا استأنيت بالإذن (حتى يتبين لك) من صدق في عذره ممن كذب فيه! وقيل: شيئان فعلهما رسول الله (ص) ولم يؤمر بهما: إذنه للمنافقين، وأخذه من الأسارى، فعاتبه الله تعالى... فكان عليه أن يتفحص عن كنه معاذيرهم ولا يتجوز في قبولها، فمن ثم أتاه العتاب)!! انتهى.
* * وقد أجاب أئمة أهل البيت عليهم السلام وعلماء مذهبهم على ذلك بالأجوبة التالية:
الجواب الأول للإمام الرضا عليه السلام في عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 174: (باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون