حقيقة القصة وبيان تصرف عمر فيها!
إن منشأ اشتباه عمر والذين ردوا حديثه في البخاري، أنهم تصوروا أن قبول النبي صلى الله عليه وآله حضور جنازة ابن سلول وصلاته عليها، يعني الاستغفار له، مع أن لا ملازمة بينهما، فقد صلى على جنازته ولم يستغفر له!
وقد روت ذلك مصادرنا، وقد أفتى فقهاؤنا بأن الصلاة المنهي عنها على المنافقين في مثل قوله تعالى: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا، هي الصلاة بالمعنى اللغوي أي الدعاء لهم والاستغفار، أما الصلاة عليهم بدون استغفار فليس منهيا عنها، ولذا كان صلى الله عليه وآله يصلي على جنائزهم، ويكتفي بأربع تكبيرات ولا يدعو لهم. ففي المقنعة ص 230: (روي عن الصادقين عليهم السلام أنهم قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي على المؤمنين ويكبر خمسا، ويصلي على أهل النفاق سوى من ورد النهي عن الصلاة عليهم فيكبر أربعا، فرقا بينهم وبين أهل الإيمان، وكانت الصحابة إذا رأته قد صلى على ميت فكبر أربعا، قطعوا عليه بالنفاق).
وفي الكافي: 3 / 181، عن الإمام الصادق عليه السلام: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى على ميت كبر وتشهد، ثم كبر، ثم صلى على الأنبياء ودعا، ثم كبر ودعا للمؤمنين، ثم كبر الرابعة ودعا للميت، ثم كبر وانصرف. فلما نهاه الله عز وجل عن الصلاة على المنافقين كبر وتشهد، ثم كبر وصلى على النبيين صلى الله عليهم، ثم كبر ودعا للمؤمنين، ثم كبر الرابعة وانصرف ولم يدع للميت).
وفي الإستبصار: 1 / 476: (عن محمد بن يزيد، عن أبي بصير قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام جالسا فدخل رجل فسأله عن التكبير على الجنائز فقال: خمس تكبيرات، ثم دخل آخر فسأله عن الصلاة على الجنائز؟ فقال: له أربع صلوات، فقال الأول: جعلت فداك سألتك فقلت خمسا، وسألك هذا فقلت أربعا، فقال: