النبي صلى الله عليه وآله أكثر غيرة من عائشة وعمر!
فقد قال مجاهد إن النبي صلى الله عليه وآله كره ما حدث وكانت كراهته سبب نزول الآية!
قال في فتح الباري: 1 / 219: (وروى بن جرير في تفسيره من طريق مجاهد قال: بينما النبي (ص) يأكل ومعه بعض أصحابه وعائشة تأكل معهم إذ أصابت يد رجل منهم يدها، فكره النبي (ص) ذلك فنزلت آية الحجاب). انتهى.
فهذه الرواية تشهد للنبي صلى الله عليه وآله بالغيرة والحمد لله، وتجعل سبب نزول آية الحجاب كراهية النبي صلى الله عليه وآله لما حدث، ولا تجعل سبب نزولها كراهية عمر لعدم إطاعة النبي صلى الله عليه وآله له في أمر أزواجه!
عبد الله بن عمر يرد قول أبيه لإثبات منقبة لأبيه!
ومن تناقضهم في الموضوع ما رواه أحمد: 1 / 456، عن عبد الله بن عمر قال: (فضل الناس عمر بن الخطاب بأربع: بذكر الأسرى يوم بدر أمر بقتلهم فأنزل الله عز وجل: لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم، وبذكره الحجاب، أمر نساء النبي (ص) أن يحتجبن فقالت له زينب: وإنك علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا؟! فأنزل الله عز وجل: وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب! وبدعوة النبي (ص) له اللهم أيد الإسلام بعمر، وبرأيه في أبي بكر، كان أول الناس تابعه)! انتهى.
فقد جعل ابن عمر نزول آية الحجاب بسبب كلام عمر، لكن ليس على أثر تعرضه لسودة، ولا على أثر أن يده مست يد عائشة، بل على أثر مجادلته مع زينب بعد زواج النبي صلى الله عليه وآله بها!
فأين صارت مقولة عمر.. وهذه عائشة ترده، وهذا مجاهد يردهما؟! وهذا