الحجاب، قال: لئن مات محمد لأتزوجن امرأة من نسائه سماها، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك: وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا. ذكر من قال ذلك... وروى الطبري فيه عن ابن زيد قال: (ربما بلغ النبي (ص) أن الرجل يقول: لو أن النبي (ص) توفي تزوجت فلانة من بعده، قال: فكان ذلك يؤذي النبي (ص) فنزل القرآن: وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله.. الآية). انتهى.
وفي أسباب النزول للواحدي ص 243: (قال رجل من سادة قريش: لو توفي رسول الله (ص) لتزوجت عائشة، فأنزل الله تعالى ما أنزل).
وفي معاني القرآن للنحاس: 5 / 373: (قال قتادة: قال رجل من أصحاب رسول الله (ص): إن مات رسول الله زوجت فلانة، قال معمر: قال هذا طلحة لعائشة).
أما من طرقنا، ففي تفسير التبيان: 8 / 358: (وقال السدي: لما نزل الحجاب قال رجل من بني تيم أنحجب من بنات عمنا؟! إن مات عرسنا بهن، فنزل قوله: ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما).
وفي تفسير نور الثقلين: 4 / 298: (كان سبب نزولها أنه لما أنزل الله: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم، وحرم الله نساء النبي صلى الله عليه وآله على المسلمين، غضب طلحة فقال: يحرم محمد علينا نساءه ويتزوج هو نساءنا!
لئن أمات الله محمدا لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نساءنا!! فأنزل الله عز وجل: وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما). انتهى.
ولا يتسع المجال لأن نستقصي روايات الفريقين المستفيضة في الموضوع، وطرقها عديدة، وبعض أسانيدها صحيحة، وكلها تؤيد ما أشارت اليه الآية، وما دل عليه السياق من إيذاء بعض مرضى القلوب للنبي صلى الله عليه وآله في زوجاته!