قالت فانكفأت راجعة ورسول الله في بيتي وإنه ليتعشى وفي يده عرق، فدخلت فقالت: يا رسول الله إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا، قالت: فأوحى الله إليه، ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه، فقال: إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن). انتهى.
فهذه الرواية الصحيحة عندهم أيضا صريحة في أن قصة مشاهدة عمر لسورة كانت بعد فرض الحجاب ونزول آيته، وأن الذي نزل فيها ليس آية الحجاب بل ترخيص نساء النبي صلى الله عليه وآله بالخروج من بيت النبي صلى الله عليه وآله لحاجتهن.
ثم سحبت عائشة تصديقها لعمر ولنفسها!
قالت كما في الأدب المفرد للبخاري ص 225: (كنت آكل مع النبي (ص) حيسا فمر عمر فدعاه فأكل، فأصابت يده إصبعي فقال حس، لو أطاع فيكن ما رأتكن عين، فنزل الحجاب). انتهى.
وقد وثقه في مجمع الزوائد: 7 / 93 فقال: (رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، غير موسى بن أبي كثير، وهو ثقة). انتهى.
وقال عنه في الدر المنثور: 5 / 213: (وأخرج النسائي، وابن أبي حاتم، والطبراني وابن مردويه، بسند صحيح عن عائشة قالت: كنت أكل مع النبي (ص) طعاما في قعب فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت إصبعه إصبعي فقال عمر: أوه، لو أطاع فيكن ما رأتكن عين! فنزلت آية الحجاب)! انتهى.
وهذه الرواية الصحيحة عندهم تجعل غيرة عمر وتقواه، سبب نزول آية الحجاب، وأنه كان يتأسف لأن النبي صلى الله عليه وآله لا يطيعه! فيقول: (لو أطاع فيكن)! ولا تذكر أن النبي صلى الله عليه وآله كره أن تمس يد زوجته يد رجل أجنبي!