وهذه هل الرواية الكاملة صحيحة عندهم لهذه الفرية المزعومة، وأظن أن أصلها عن سعيد بن زيد بن نفيل، فلا يستبعد عليه أن يضع في مدح أبيه، بعد أن شهد عليه أمير المؤمنين عليه السلام بأنه وضع حديث العشرة المبشرة في عهد عثمان:
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 417: (وعن زيد بن حارثة قال: خرجت مع رسول الله (ص) يوما حارا من أيام مكة وهو مرد في إلى نصب من الأنصاب وقد ذبحنا له شاة فأنضجناها، قال فلقيه زيد بن عمرو بن نفيل فحيا كل واحد منهما صاحبه بتحية الجاهلية فقال النبي (ص): يا زيد مالي أرى قومك قد شنفوا لك؟ قال والله يا محمد ذلك لغير نائله لي منهم، ولكني خرجت أبتغي هذا الدين، حتى أقدم على أحبار فدك وجدتهم يعبدون الله ويشركون به. قال: قلت ما هذا الدين الذي أبتغي. فخرجت حتى أقدم على أحبار الشام فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به! قلت: ما هذا الدين الذي أبتغي. فقال شيخ منهم: إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد الله به إلا شيخ بالحيرة. قال: فخرجت حتى أقدم عليه فلما رآني قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل بيت الله، من أهل الشوك والقرظ، فقال: إن الدين الذي تطلب قد ظهر ببلادك، قد بعث نبي، قد ظهر نجمه وجميع من رأيتهم في ضلال، فلم أحس بشئ بعد يا محمد.
قال: وقرب إليه السفرة فقال: ما هذا يا محمد؟ فقال: شاة ذبحناها لنصب من الأنصاب! فقال: ما كنت لآكل مما لم يذكر اسم الله عليه!
قال زيد بن حارثة: فأتى النبي (ص) البيت فطاف به وأنا معه، وبين الصفا والمروة صنمان من نحاس أحدهما يقال له يساف والآخر يقال له نائلة، وكان المشركون إذا طافوا تمسحوا بهما فقال النبي (ص): لا تمسحهما فإنهما رجس! فقلت في نفسي لأمسنهما حتى أنظر ما يقول النبي (ص)! فقال النبي (ص) لزيد: