إذا هوى، قيل في التفسير: معناه القرآن إذا تزل.
والوجه الثاني، أن الإجتهاد لما كان مصدره عن الوحي لأن الله قد أمر به، فدل على أنه جاز أن يقال: إن ما أداه إليه اجتهاد فهو عن وحي، لأنه قد أوحى إليه باستعمال الإجتهاد). انتهى.
ومعنى كلامه أن الذي لا ينطق عن الهوى هو القرآن، وليس الرسول صلى الله عليه وآله!
وإن أبيت إلا أن يكون الرسول صلى الله عليه وآله ويكون نطقه وحيا يوحى، فإن ظنونه الخاطئة واجتهاداته وحي، لأن الله أوحى اليه أن إعمل بظنونك!!
فهذا هو المعنى الوحيد لقوله: (إن ما أداه إليه اجتهاد فهو عن وحي لأنه قد أوحى إليه باستعمال الإجتهاد)! فالمهم عنده أن يثبت أن النبي صلى الله عليه وآله يعمل بالظن ويقع في الخطأ، ليبرر عمل خلفاء قريش بظنونهم!! ولا حول ولا قوة إلا بالله!
وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 14 / 194: (أو بوجه آخر، وهو أن نجيز للنبي (ص) الإجتهاد في الأحكام الشرعية، كما يذهب إليه كثير من شيوخنا، وهو مذهب القاضي أبي يوسف، صاحب أبي حنيفة). انتهى.
وهو يدل على أن كثيرا من شيوخ المعتزلة وافقوا عامة شيوخ الأشاعرة، في أن النبي صلى الله عليه وآله كان يضع أحكام الشريعة ويبلغها للمسلمين باجتهاده، أي بظنونه بغير علم جاءه من الله تعالى، أو بظن جاءه من الله تعالى!
أما إمام الأشاعرة الفخر الرازي فقد اتبع شيوخه وقال إن النبي صلى الله عليه وآله كان يعمل باجتهاده وظنه في تشريع الأحكام ويبلغها للمسلمين! وحاول أن يخفف من وقع ذلك على فطرة المسلم وصفاء عقله، وعقيدته بنبيه صلى الله عليه وآله!
قال في المحصول: 6 / 7، في أدلة القائلين بأن النبي صلى الله عليه وآله كان يعمل القياس الظني: (أما المثبتون فقد احتجوا بأمور: