ذكره: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: إلا من ارتضى من رسول، وكان والله محمد صلى الله عليه وآله ممن ارتضاه. وأما قوله: عالم الغيب، فإن الله عز وجل عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدر من شئ ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه وقبل أن يفضيه إلى الملائكة، فذلك يا حمران علم موقوف عنده، إليه فيه المشيئة فيقضيه إذا أراد، ويبدو له فيه فلا يمضيه. فأما العلم الذي يقدره الله عز وجل فيقضيه ويمضيه، فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم إلينا).
وفي الكافي: 1 / 258: عن الإمام الصادق عليه السلام قال: إذا أراد الإمام أن يعلم شيئا أعلمه الله ذلك). (ورواه في بصائر الدرجات ص 335) وفي الكافي: 1 / 257: (عن سدير قال: كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير، في مجلس أبي عبد الله عليه السلام، إذ خرج إلينا وهو مغضب، فلما أخذ مجلسه قال: يا عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب، ما يعلم الغيب إلا الله عز وجل، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني، فما علمت في أي بيوت الدار هي!
قال سدير: فلما أن قام من مجلسه وصار في منزله، دخلت أنا وأبو بصير وميسر وقلنا له: جعلنا فداك سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك، ونحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا، ولا ننسبك إلى علم الغيب.
قال فقال: يا سدير: ألم تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل: قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك. قال قلت: جعلت فداك قد قرأته، قال: فهل عرفت الرجل؟ وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال: قلت: أخبرني به؟
قال: قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر، فما يكون ذلك من علم الكتاب؟!