قال: قلت جعلت: فداك ما أقل هذا!
فقال: يا سدير: ما أكثر هذا، أن ينسبه الله عز وجل إلى العلم الذي أخبرك به يا سدير، فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل أيضا: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب؟ قال قلت: قد قرأته جعلت فداك قال: أفمن عنده علم الكتاب كله أفهم، أم من عنده علم الكتاب بعضه؟
قلت: لا، بل من عنده علم الكتاب كله. قال: فأومأ بيده إلى صدره وقال: علم الكتاب والله كله عندنا، علم الكتاب والله كله عندنا).
وروى الجميع عن علم الخضر عليه السلام وفراسة المؤمن والنبي صلى الله عليه وآله أفضل منهما!
في علل الشرائع: 1 / 59: عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما، قال: قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا؟ قال له الخضر: إنك لن تستطيع معي صبرا، لأني وكلت بعلم لا تطيقه ووكلت أنت بعلم لا أطيقه. قال موسى له: بل أستطيع معك صبرا، فقال له الخضر: إن القياس لا مجال له في علم الله وأمره. وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا؟ قال موسى ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا، فلما استثنى المشية قبله، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا، فقال موسى: لك ذلك علي، فانطلقا...).
وفي منية المريد الشهيد الثاني ص 238: (علم الباطن أقوى مرتبة من علم الظاهر وأحوج إلى قوة الجنان وعزيمة الصبر، فمن ثم كان موسى عليه السلام محيطا بعلم الظاهر على حسب استعداده وحاملا له بقوة، وخوفه الخضر عليه السلام مع ذلك من عجزه من الصبر على تحمل العلم الباطني، وحذره من قلة الصبر، وأراد عليه السلام