بهذه المبالغة في نفيه أنه مما يشق تحمله عليك ويعسر تجشمه، على جهة التأكيد في أمثال هذه الخطابيات، لا أنه غير مقدور البتة، وإلا لما قال له موسى عليه السلام بعد ذلك: ستجدني إن شاء الله صابرا).
وفي تفسير الميزان: 13 / 342: (وأما قوله: وعلمناه من لدنا علما، فهو أيضا كالرحمة التي من عنده علم لا صنع فيه للأسباب العادية كالحس والفكر حتى تحصل من طريق الإكتساب، والدليل على ذلك قوله: من لدنا، فهو علم وهبي غير اكتسابي يختص به أولياءه. وآخر الآيات يدل على أنه كان علما بتأويل الحوادث).
وفي تفسير الميزان: 1 / 38: (قال إنك لن تستطيع معي صبرا. يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم علمك الله لا أعلمه. قال: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا. فانطلقا... قال النبي (ص): يرحم الله موسى لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما).
وفي فيض القدير: 2 / 11: (آتيناه من لدنا علما، مع أن كل علم من لدنه، لكن بعضها بواسطة تعليم الخلق، فلا يسمى ذلك علما لدنيا، بل العلم اللدني الذي ينفتح في سر العالم من غير سبب مألوف من خارج).
وفي فيض القدير: 4 / 510: (وقال الإمام مالك: علم الباطن لا يعرفه إلا من عرف علم الظاهر، فمتى علم الظاهر وعمل به فتح الله عليه علم الباطن، ولا يكون ذلك إلا مع فتح قلبه وتنويره. وقال عليه السلام: ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم نور يقذفه الله في القلب، يشير إلى علم الباطن).
وفي فيض القدير: 1 / 186: (قوله: فإنه ينظر بنور الله عز وجل، أي يبصر بعين قلبه المشرق بنور الله تعالى، وباستنارة القلب تصح الفراسة، لأنه يصير بمنزلة المرآة التي تظهر فيها المعلومات كما هي، والنظر بمنزلة النقش فيها.