هؤلاء؟ قالوا: يأخذون من الذكر فيجعلونه في الأنثى قال: ما أظن ذلك يغني شيئا فبلغهم فتركوه، فنزلوا عنها. فبلغ النبي (ص) فقال: إنما هو الظن، إن كان يغني شيئا فاصنعوه، فإنما أنا بشر مثلكم، وإن الظن يخطئ ويصيب، ولكن ما قلت لكم قال الله، فلن أكذب على الله.
وعن عائشة، أن النبي (ص) سمع أصواتا فقال: ما هذا الصوت؟ قالوا: النخل يؤبرونها. فقال: لو لم يفعلوا لصلح، فلم يؤبروا عامئذ فصار شيصا!!
فذكروا للنبي (ص) فقال: إن كان شيئا من أمر دنياكم فشأنكم به، وإن كان من أمور دينكم، فإلي).
قال النووي في المجموع: 11 / 353: (أبصر النبي (ص) الناس يلقحون النخل فقال: ما للناس؟ قالوا: يلقحون، فقال: لا لقاح! أو لا أرى اللقاح يغني شيئا، قال: فتركوا اللقاح، فخرج تمر الناس شيصا، فقال النبي (ص): ما شأنه؟ قالوا: كنت نهيت عن اللقاح!! فقال: ما أنا بزارع ولا صاحب نخل، لقحوا!! أورد أبو بكر محمد بن موسى الحازمي هذا الحديث في كتابه الناسخ والمنسوخ، لتضمنه النهي عن اللقاح ثم الإذن فيه! ونقل عن بعضهم أن قوله: لا لقاح، صيغة تدل على النهي، وأن للشارع أن يتحكم في أفعال العباد كيف أراد! ولهذا قالوا للنبي (ص): كنت نهيت عن اللقاح، ولم ينكر عليهم!
ومال الحازمي إلى أن ذلك ليس بحكم شرعي، ولقوله في رواية أخرى: إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله تعالى شيئا فخذوا به، فإنني لن أكذب على الله. ثم قال الحازمي: وعلى الجملة الحديث يحتمل كلا المذهبين، ولذلك أبقينا يعني في الناسخ والمنسوخ).!
وقال النووي في شرح مسلم: 15 / 116: (وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما