الطرد من رحمته، وها أنا أخبركم، وألعن من لعنه الله تعالى! ومثل هذا الإخبار عن الله تعالى لا يرتفع بدعاء النبي صلى الله عليه وآله بأن يحول لعنته عليه إلى رحمة!
بعبارة أخرى: إن تصورهم أن حقيقة اللعن أنه إنشاء من النبي صلى الله عليه وآله يترتب عليه أثر من الله تعالى، غير صحيح، فهو حكم يصدر من الله تعالى بطرد الشخص من الرحمة، فيخبر به النبي صلى الله عليه وآله وينشئ هو لعن من لعنه الله، قال الله تعالى: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. (البقرة: 159) ولذا قال تعالى: أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا.. (النساء: 52).
فهل وجدوا نصيرا للملعونين يرفع لعنهم، وهو النبي صلى الله عليه وآله؟!!
* * الثاني: إن أحاديث رفع اللعن معارضة باللعن الوارد في القرآن لأشخاص كثيرين معينين وغير معينين؟! لأن النبي صلى الله عليه وآله لعن من لعنهم الله تعالى، فلو صح أنه رفع لعنته عنهم وجعلها رحمة، لصار الملعونون في القرآن مرحومين على لسان النبي صلى الله عليه وآله؟! وكيف يكون شخص ملعون الله، ومرحوم نبيه صلى الله عليه وآله!
* * الثالث: قال في فتح الباري: 10 / 389: (وقد أخرج أبو داود عن أبي الدرداء بسند جيد رفعه: إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتأخذ يمنة ويسرة، فإن لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن، فإن كان أهلا، وإلا رجعت إلى قائلها.
وله شاهد عند أحمد من حديث ابن مسعود بسند حسن). انتهى. (راجع أيضا سنن أبي داود: 2 / 457 و 458، والترمذي: 3 / 236، والزوائد: 8 / 74، باب فيمن لعن ما ليس بأهل للعنة).
فقد صح عندهم أن لعن المؤمن كقتله! وأن من لعن شخصا أو شيئا وليس